تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٤١٧
سورة يوسف (22 23) في موسى عليه السلام يا أبت استأجره وأبو بكر في عمر رضي الله عنهما حيث استخلفه وكذلك مكنا ليوسف في الأرض أي في أرض مصر أي كما أنقذنا يوسف من القتل وأخرجناه من الجب كذلك مكنا له في الأرض فجعلناه على خزائنها ولنعلمه من تأويل الأحاديث أي مكنا له في الأرض لكي نعلمه من تأويل الأحاديث وهي عبارة عن الرؤيا والله غالب على أمره قيل الهاء في أمره كناية ن الله تعالى يقول إن الله غالب على أمره يفعل ما يشاء لا يغلبه شئ ولا يرد عليه حكم راد وقيل هي راجعة إلى يوسف عليه السلام معناه إن الله مستول على أمر يوسف بالتدبير والحياطة لا يكله إلى أحد حتى يبلغه منتهى علمه فيه لكن أكثر الناس لا يعلمون ما الله به صانع ولما بلغ أشده منتهى سبابه وشدته وقوته ومعرفته قال مجاهد هم ثلاثا وثلاثين سنة وقال السدي ثلاثين سنة وقال الضحاك عشرين سنة وقال الكلبي الأشد ما بين ثمانية عشرة سنة إلى ثلاثين سنة وسئل مالك رحمه الله عن الأشد قال هو الحلم آتيناه حكما وعلما فالحكم النبوة واعلم الفقه فيالدين وقيل حكما يعني إصابة في القول وعلما بتأويل الرؤيا وقيل الفرق بين الحكيم والعالم أن العالم هو الذي يعلم الأشياء والحكيم الذي يعمل بما يوجبه العلم وكذلك نجزي المحسنين قال ابن عباس رضي الله عنهما المؤمنين وعنه أيضا المهتدين وقال الضحاك الصابرين على النوائب كما صبر يوسف عليه السلام وراودته التي هو في بيتها عن نفسه يعني امرأة العزيز والمراودة طلب الفعل والمراد ههنا أنها دعته إلى نفسها ليواقعها وغلقت الأبواب أي أطبقتها وكانت سبعة وقالت هيت لك أي هلم وأقبل قرأ أهل الكوفة والبصرة هيت لك بفتح الهاء والتاء جميعا وقرأ أهل المدينة والشام هيت بكسر الهاء وفتح التاء وقرأ ابن كثير هيت بفتح الهاء وضم التاء والوجه أن في هذه الكلمة ثلاث لغات هيت وهيت وهيت والكل بمعنى هلم وقرأ السلمي وقتادة هيت لك بكسر الهاء وضم التاء نهموزا على مثال جئت يعني تهيأت لك وأنكره أبو عمرو الكسائي وقالا لم يحك هذا عن العرب والأول هو المعروف عند العرب قال ابن مسعود رضي الله عنه أقرأ أني النبي صلى الله عليه وسلم هيت لك قال أبو عبيدة كان الكسائي يقول هي لغة لأهل حوران وقعت إلى الحجاز معناها تعال وقال عكرمة هي أيضا بالحورانية هلم وقال مجاهد وغيره هي لغة عربية وهي كلمة حث وإقبال على الشئ قال أبو عبيدة إن العرب لا تثني هيت ولا تجمع وتؤنث وإنها صورة
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»