سورة يوسف (70 74) فذلك قوله تعالى فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه وهي المشربة التي كان الملك يشرب منها قال ابن عباس كانت من زبرجد وقال ابن إسحاق كانت ة من فضة وقيل من ذهب وقال عكرمة كانت مشربة من فضة مرصعة بالجواهر جعلها يوسف مكيالا لئلا يكال بغيرها وكان يشرب منها والسقاية والصواع واحد جعلت في وعاء طعام ينيامسن ثم ارتحلوا وأمهلهم يوسف حتى انطلقوا وذهبوا منزلا وقيل حتى خرجوا من العمارة ثم بعث من خلفهم من استوقفهم وحبسهم ثم أذن مؤذن نادى مناد أيتها العير وهي القافلة التي فيها الأحمال قال مجاهد كانت العير حميرا وقال الفراء كانوا أصحاب إبل إنكم لسارقون قفوا قال قالوه من غير أمر يوسف وقيل قالوه بأمره وكان هفوة منه وقيل قالوه على تأويل أنهم شرقوا يوسف من أبيه فلما انتهى إليهم الرسول قال لهم ألم نكرم ضيافتكم ونحسن منزلتكم ونوفي كيلكم ونفعل بكم ما لم نفعل بغيركم قالوا بلى قالوا وما ذاك قالوا سقاية الملك فقدناها ولأنتهم عليها غيركم فذلك قوله عز وجل قالوا وأقبلوا عليهم عطفوا على المؤذن وأصحابه ماذا تفقدون ما الذي ضل عنكم والفقدان ضد الوجدان قالوا نفقد صواع الملك لمن جاء به حمل بعير من الطعام وأنا به زعيم كفيل يقوله المؤذن قاتلوا يعني إخوة يوسف تالله أي والله وخصت هذه الكلمة بأن أبدلت الواو فيها بالتاء في اليمين دون سائر أسماء الله تعالى لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض لنسرق في أرض مصر فإن قيل كيف قالوا لقد علمتم ومن أيا علموا ذلك قيل قالوا قد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض فإنا منذ قطعنا هذا الطريق لم نرزأ أحدا شيئا فسألوا عما من مررنا به هل ضررنا أحدا وقيل لأنهم ردوا البضاعة التي جعلت في رحالهم قالوا فلو كنا سارقين ما رددناها وقيل قالوا ذلك لأنهم كانوا معروفين بأنهم لا يتناولون ما ليس لهم وكانوا إذا دخلوا مصر كمموا أفواه دوابهم كيلا تتناول شيئا من حروث الناس وما كنا سارقين قالوا يعني المنادي وأصحابه فما جزاؤه يعني ما جزاء السارق إن كنتم كاذبين في قولكم وما كنا سارقين
(٤٣٩)