تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٣٩٥
على جماعة من قومه فغمزوا فيما بينهم فقال لوط: إن قومي شر خلق الله ثم مر على قوم آخرين فغمزوا فقال مثله ثم مر بقوم فقال مثله ثم مر بقوم فقال مثله فكان كلما قال لوط هذا القول قال جبريل للملائكة: اشهدوا حتى أتى منزله. وروي: أن الملائكة جاؤوا إلى بيت لوط فوجدوه في داره ولم يعلم بذلك أحد إلا أهل بيت الوط فخرجت امرأتها فأخبرت قومها وقالت: إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط. سورة هود (آية 78 80) (وجاءه قومه يهرعون إليه) قال ابن عباس وقتادة: يسرعون وقال مجاهد: يهرولون وقال الحسن: مشى بين مشيتين. قال شمر بن عطية: بين الهرولة والجمز (ومن قبل) أي: من قبل مجيئهم إلى لوط (كانوا يعملون السيئات) كانوا يأتون الرجال في أدبارهم. (قال) لهم لوط حين قصدوا أضيافه وظنوا أنهم غلمان (يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم) يعني: بالتزويج وفي أضيافه ببناته وكان في ذلك الوقت تزويج المسلمة من الكافر جائزا كما زوج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته من عتبة بن أبي لهب وأبي العاص بن الربيع قبل الوحي وكانا كافرين. وقال الحسين بن الفضل: عرض بناه عليهم بشرط الإسلام. وقال مجاهد وسعيد بن جبير: قوله (بناتي هن أطهر لكم) أراد نساءهم وأضاف إلى نفسه لأن كل نبي أبو أمته وفي قراءة أبي بن كعب: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) وهو أب لهم وقيل: ذكر ذلك على سبيل الدفع لا على التحقيق فلم يرضوا هذا القول. (فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي) أي: خافوا الله ولا تخزون في ضيفي أي: لا تسوؤني ولا تفحصوني في أضيافي. (أليس منكم رجل رشيد) صالح سديد وقال عكرمة: رجل يقول ل إله إلا الله. وقال ابن إسحاق: رجل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. (قالوا لقد علمت) يا لوط (ما لنا في بناتك من حق) أي: لسن أزواجا لنا فنستحقهن بالنكاح وقيل: معناه مال ن ا فيهن من حاجة وشهوة. (وإنك لتعلم ما نريد) من إتيان الرجال. (قال) لهم لوط عند ذلك: (لو أن لي بكم قوة) أراد قوة البدن والقوة بالأتباع (أو آوي إلى ركن شديد) أي: انضم إلى عشيرة مانعة. وجواب (لو) مضمر أي لقتلناكم وحملنا بينكم وبينهم قال أبو هريرة: ما بعث الله بعده نبيا إلا في منعة من عشيرته. أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل أنبأنا أبو اليمان أنبأ شعيب بن أبي حمزة أنبأنا أبو الزناد عن الأعرج أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يغفر الله للوط إن كان ليأوي إلى ركن
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»