سورة هود (6 7) عباس يثنوني على وزن يحلو لي جعل الفعل للصدور ومعناه المبالغة في الثنى ليستخفوا منه أي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال مجاهد ليستخفوا من الله إن استطاعوا ألا حين يستغشون ثيابهم يغطون رؤسهم بثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون إنه عليم بذات الصدور قال الأزهري معنى الأيى من ألها إلى آخرها إن الذين أضمروا عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخفى علينا حالهم أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا الحسن بن محمد بن صباح ثنا حجاج قال قال ابن جريج أخبرني محمد بن عباد بن جعفر أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقرأ ألا إنهم يثنون صدورهم فقال سألته عنها فقال كان أناس يستحينون أ يتخلوا فيفضوا إلى السماء وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم قوله تعالى وما من دابة في الأرض أي ليس دابة من صلة والدابة كل حيوان يدب على وجه الأرض وقوله * (إلا على الله رزقها) * أي هو المتكفل بذلك فضلا وهو إلى مشيئته إن شاء رزق وإن شاء لم يرزق وقيل على بمعنى من أي من الله رزقها وقال مجاهد ما جاءها من رزق فمن الله عز وجل وربما لم يرزقها حتى تموت جوعا ويعلم مستقرها ومستودعها قال ابن مقسم ويروى ذلك عن ابن عباس مستقرها المكان الذي تأوي اليه وتستقر فيه ليلا ونهارا ومستودعها الموضع الذي تدفن فيه إذا ماتت وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه المستقر أرحام الأمهات والمتودع المكان الذي تموت فيه وأقل عطاء المستقر أرحام الأمهات والمستودع أصلاب الآباء ورواه سعيد بن جبير وعلي بن طلحة وعكرمة عن ابن عباس وقيل المستقر الجنة أو النار المستودع القبر لقوله تعالى في صفة الجنة والنار حسنت مستقرا ومقاما كل في كتاب مبين أي كل مثبت في اللوح المحفوظ قبل أن خلقها قوله تعالى وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء قبل أ خلق السماء والأرض وكان ذلك الماء على متن الريح قال كعب خلق الله عز وجل ياقوتة خضراء ثم نظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد ثم خلق الريح فجعل الماء على متنها ثم وضع العرش على الماء وقال ضمرة إن الله تعال كان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وخلق القلم فكتب به ما هو خالق وما هو كائن من خلقه ثم إن ذلك الكتاب سبح الله ومجده ألف عام قبل أ يخلق شيئا من خلقه
(٣٧٤)