سورة التوبة (110 111) لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة أي شكا ونفاقا في قلوبهم يحسبون أنهم كانوا في بنائه محسنين كما حبب العجل إلى قوم موسى قاله ابن عباس رضي الله عنهما وقال الكلبي حسرة وندامة لأنهم ندموا على بنائه وقال السدي لا يزال هدم بنيانهم ريبة وحزازة وغيظا في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم أي تتصدع قلوبهم فيموتوا وقرأ ابن عامر وأبو جعفر وحفص وحمزة تقطع بفتح التاء أي تتقطع فحذفت إحدى التاءين تخفيفا وقرأ الآخرون تقطع بضم التاء من التقطيع وقرأ يعقوب وحده إلى أن بتخفيف اللام على الغاية وقرأ الباقون إلا أن بتشديد اللام على الاستثناء ويدل على قراءة يعقوب تفسر الضحاك وقتادة لا يزالون في شك منه وندامة إلى أن يموتوا فحينئذ يستيقنوا والله عليم حكيم قوله تعالى إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم قال محمد بن كعب القرظي لما بايعت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمكة وهم سبعون نفسا قال عبد الله بن رواحة يا رسول الله اشترط لربك ولنفسك ما شئت فقال اشترط لربي عز وجل أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم قالوا فإذا فعلنا ذلك فما لنا قال الجنة قالوا ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل فنزلت إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة وقرأ الأعمش بالجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون قرأ حمزة والكسائي فيقتلون بضم الياء وفتح التاء ويقتلون بفتح الياء وضم التاء على تقديم فعل المفعول على فعل الفاعل يعني يقتل بعضهم ويقتل الباقون وقرأ الباقون فيقتلون بفتح الياء وضم التاء ويقتلون بضم الياء وفتح التاء على تقديم فعل الفاعل على ما فعل المفعول والوجه أنهم يقتولن الكفار أولا ثم يستشهدون هذا الوجه أظهر والقراءة به أكثر وعدا عليه حقا أي ثواب الجنة لهم وعد وحق في التوراة والإنجيل والقرآن يعني أن الله عز وجل وعدهم هذا الوعد وبينه في هذه الكتب وفيه دليل على أن أهل الملل كلهم أمروا بالجهاد على ثواب الجنة ثم هنأهم فقال ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا فافرحوا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم قال عمر رضي الله عنه إن الله عز وجل بايعك وجعل الصفقتين لك وقال قتادة ثامنهم الله عز وجل فأغلى لهم وقال الحسن اسعوا إلى بيعة ربيحة بايع الله بها كل مؤمن وعنه أنه قال إن الله أعطاك الدنيا فاشتر الجنة ببعضها ثم وصفهم فقال
(٣٢٩)