تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٧
سورة التوبة 42 45) عينيه فقيل له إنك على صاحب ضر فقال استنفر الله الخفيف والثقيل فإن لم يمكني الحرب كثرت السواد وحفظت المتاع وقال عطاء الخراساني عن ابن عباس نسخت هذه الآية بقوله (وما كان المؤمنون) قال السدي لما نزلت هذه الآية اشتد شأنها على الناس فنسخها الله تعالى وأنزل (ليس على الضعفاء ولا على المرضى) الآية ثم نزل في المنافقين الذين تخلفوا عن غزوة تبوك 42 (لو كان عرضا قريبا) واسم كان مضمر أي لو كان ما ندعوهم إليه عرضا قريبا أي غنيمة قريبة المتناول (وسفرا قاصدا) أي قريبا هينا (لاتبعوك) لخرجوا معك (ولكن بعدت عليهم الشقة) أي المسافة والشقة السفر البعيد لأنه يشق على الإنسان وقيل الشقة الغاية التي يقصدونها (وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم) يعني باليمين الكاذبة (والله يعلم إنهم لكاذبون) في أيمانهم لأنهم كانوا مستطيعين 43 (عفا الله عنك) قال عمرو بن ميمون اثنان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤمر بهما إذنه للمنافقين وأخذه الفدية من أسارى بدر فعاتبه الله كما تسمعون قال سفيان بن عيينة انظروا إلى هذا اللطف بدأ بالعفو قبل أن يعيره بالذنب وقيل إن الله عز وجل وقره ورفع محله بافتتاح الكلام بالدعاء له كما يقول الرجل لمن يخاطبه إذا كان كريما عنده عفا الله عنك ما صنعت في حاجتي ورضي الله عنك ألا زرتني وقيل معناه أدام الله لك العفو (لم أذنت لهم) أي في التخلف عنك (حتى يتبين لك الذين صدقوا) في أعذارهم (وتعلم الكاذبين) فيها أي تعلم من لا عذر له قال ابن عباس رضي الله عنه لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف المنافقين يومئذ 44 (لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم) أي لا يستأذنك في التخلف (والله عليم بالمتقين) 45 (إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم) أي شكت ونافقت (فهم في ريبهم يترددون) يتحيرون
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»