سورة الأنفال (50) سراقة فبلغ ذبك سراقة فقال بلغني أنكم تقولون إني هز مت الناس فوالله ما شعرت بمسيركم حتى بلغني هزيمتكم فقالوا أما أتيتنا في يوم كذا فحلف لهم فلما أس لموا علموا أن ذلك كان الشيطان قال الحسن في قوله (وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون) قال رأى إبليس جبريل متعجرا ببرد يمشي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وفي يده اللجام يقود الفرس ما ركب بعد وقال قتادة كان إبليس يقول إني أرى ما لا ترون وصدق وقال (إني أخاف الله) وكذب والله ما به من مخافة الله ولكن علم أنه لا قوة به ولا منعة فأوردهم وأسلمهم وذلك عادة عدو الله في من أطاعه إذا التقى الحق والباطل أسلمهم وتبرأ منهم وقال عطاء إني أخاف الله أن يهلكني فيمن يهلك وقال الكلبي خاف أن يأخذه جبريل عليه السلام ويعرف حاله فلا يطيعوه وقيل معناه إني أخاف الله أي أعلم صدق وعده لأوليائه لأنه كان على ثقة من أمره (والله شديد العقاب) وقيل معناه إني أخاف الله عليكم والله شديد العقاب قيل انقطع الكلام عند قوله أخاف اله ثم يقول الله والله شديد العقاب أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن إبراهيم بن أبي عليه عن طلحة بن عبد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه يوم عرفة وما ذاك إلا لم يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله تعالى عن الذنوب العظام إلا ما كان من يوم بدر فقيل وما رأى يوم بدر قال أما إنه قد رأى جبريل عليه السلام وهو ينزع الملائكة هذا حديث مرسل 49 قوله تعالى (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض) شك ونفاق (غر هؤلاء دينهم) يعني غر المؤمنين دينهم هؤلاء قوم كانوا مستضعفين بمكة وقد أسلموا أو حبسهم أقرباؤهم من الهجرة فلما خرجت قر يش إلى بدر أخرجوهم كرها فلما نظروا إلى قلة المسلمين ارتابوا وارتدوا وقالوا غر هؤلاء ء دينهم فقتلوا جميعا منهم قيس بن المغيرة وأبو قيس بن الفاكه بن المغيرة والمخزوميان والحارث بن زمعة بن الأسود بن المطلب وعلي بن أمية بن خلف الجمحي والعاص بن منبه بن الحجاج قال الله تعالى (ومن يتوكل على الله) أي ومن يسلم أمره إلى الله ويثق به (فإن الله عزيز) قوي يفعل بأعدائه ما يشاء (حكيم) لا يسوي بين وليه وعدوه 50 (ولو ترى) يا محمد (إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون) أي يفيضون أرواحهم اختلفوا فيه قيل هذا عند الموت تضرب الملائكة وجوه الكفار بسياط النار وقيل أراد الذين قتلوا من
(٢٥٥)