سورة الأنفال (35 36) بالأول عذاب الدنيا وبهذه الآية عذاب الآخرة وقال الحسن الآية الأولى وهي قوله (وما كان الله ليعذبهم) منسوخة بقوله تعالى (وما لهم ألا يعذبهم الله) (وما كانوا أولياءه) قال الحسن كان المشركون يقولون نحن أولياء المسجد الحرام فرد الله عليهم بقوله (وما كان أولياءه) أي أولياء البيت (إن أولياؤه) أي ليس أولياء البيت (إلا المتقون) يعني المؤمنين الذين يتقون الشرك (ولكن أكثرهم لا يعلمون) 35 قوله تعالى (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) قال ابن عباس والحسن المكاء الصفير وهي في اللغة اسم طائر أبيض يكون بالحجاز له صفير كأنه قال الأصوت مكاء والتصدية التصفيق قال ابن عباس كانت قريش تطوف بالبيت وهم عراة يصفرون ويصفقون قال مجاهد كل نفر من بني عبد الدار يعارضون النبي صلى الله عليه وسلم في الطواف ويستهزؤون به ويدخلون أصابعهم في أفواههم ويصفرون فذلك المكاء والتصدية التصفيق ومنه الصدى والمكاء جعل الأصابع في الشدق والتصدية الصفر ومنه الصدأ الذي يسمعه المصوت في الجبل قال جعفر بن ربيعة سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن قوله عز وجل (إلا مكاء وتصدية) فجمع كفيه ثم نفخ فيهما صفيرا قال مقاتل كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى في المسجد قام رجلا ن عن يمينه فيصفران ورجلان عن شماله فيصفقان ليخلطوا على النبي صلى الله عليه وسلم صلاته وهم من بني عبد الدار قال سعيد بن جبير التصدية صدهم المؤمنين عن المسجد وعن الدين والصلاة وهي على هذا التأويل التصددة بدالين فقلبت إحدى الدالين ياء كما يقال تظنيت من الظن وتقضى البازي إذا البازي كسر أي تقضض البازي قال ابن الأنباري إنما سماه صلاة لأنهم أمروا بالصلاة في المسجد الحرام فجعلوا ذلك صلاتهم (فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) 36 قوله تعالى (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله) أي ليصرفوا عن دين الله قال الكلبي ومقاتل نزلت في المطيعين يوم بدر وكانوا اثني عشر رجلا أبو جهل بن هشام وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ابن عبد شمس ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وأبو البختري ابن هشام والنضر بن الحارث وحكيم بن حزام وأبي بن خلف وزمعة بن الأسود والحارث بن عامر بن نوفل والعباس بن عبد المطلب وكلهم من قريش وكان يطعم كل واحد منهم كل يوم عشر جزر وقال الحكم بن عيينة نزلت في أبي سفيان أنفق على المشركين يوم أحد أربعين أوقية قال الله تعالى (فسينفقونها ثم تكون عليهم
(٢٤٧)