سورة الأعراف (163 164) قوله تعالى (واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر) أي سل يا محمد هؤلاء اليهود الذي هم جيرانك سؤال توبيخ وتقريع عن القرية التي كانت حاضرة البحر أي بقربه قال ابن عباس هي قرية يقال لها إيلة بين مدين والطور على شاطئ البحر وقال الزهري هي طبرية الشام (إذ يعدون في السبت) أي ظاهرة علة الماء كثيرة جمع شارع وقال الضحاك متتابعة وفي القصة أنها كانت تأتيهم يوم السبت مثل الكباش السمان البيض (ويوم لا يسبتون لا تأتيهم) قرأ الحسن (يوم لا يسبتون) بضم الياء أي لا يدخلون في السبت والقراءة المعروفة بنصب الياء ومعناه لا يعظمون السبت (كذلك نبولهم) نختبرهم (بما كانوا يفسقون) فوسوس إليهم الشيطان وقال إن الله لم ينهكم عن الاصطياد إنما نهاكم عن الأكل فاصطادوا أو قيل وسوس إليهم أنكم إنما نهيتم عن الأخذ فاتخذوا حيضا على شاطئ البحر تسوقون الحيتان إليها يوم السبت ثم تأخذونها يوم الأحد ففعلوا ذلك زمانا ثم تجرؤا على السبت وقالوا ما نرى السبت إلا قد أحل لنا فأخذوا وأكلوا أو باعوا فصار أهل القرية أثلاثا وكانوا نحوا من سعين ألفا ثلث نهوا وثلث لم ينهوا وسكتوا وقالوا لم تعظون قوما الله مهلكم وثلث هم أصحاب الخطيئة فلما لم ينتهوا قال الناهون لا نساكنكم في قرية واحدة فقسموا القرية بجدار للمسلمين باب وللمعتقدين باب ولعنهم داود فأصبح الناهون ذات يوم ولم يخرج من المعتدين أحد فقالوا إن لهم لشانا لعل الخمر غلبتهم فتسوروا والجدار واسترقوا عليهم فإذا هم كلهم صاروا قردة وخنازير فعرقت القردة أنسابها من الإنس ولم تعرف الإنس أنسابها من القردة فجعلت القردة تأتي أنسابها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي فيقول ألم ننهكم فتقول برأسها نعم فما نجا إلا الذين نهوا أو هلك سائرهم قوله تعالى (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم) اختلفوا في الذين قالوا هذا قيل كانوا من الفرقة الهالكة وذلك أنهم لما قيل انتهوا عن هذا العمل السيء قبل أن ينزل بكم العذاب فإنا نعلم أن الله منزل بكم بأسه إن لم تنتهوا أجابوا وقالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم (أو) علمتهم أنه (معذبهم عذابا شديدا قالوا) أي قال الناهون (معذرة) أي موعظتنا معذرة (إلى ربكم) قرأ حفص (معذرة) بالنصب أي نفعل ذلك معذرة إلى ربكم والأصح أنها من قول الفرقة الساكنة قالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم قالوا معذرة إلى ربكم ومعناه أن الأمر بالمعروف واجب علينا فعلينا موعظة هؤلاء عذرا إلى الله (ولعلهم يتقون) أي يتقون الله ويتركون المعصية ولو كان الخطاب مع
(٢٠٨)