سورة الأعراف (165 168) المعتدين لكان يقول ولعلكم تتقون (فلما نسوا ما ذكروا به) أي تركوا ما وعظوا به (أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا) يعني الفرقة العاصية (بعذاب بئيس) أي شديد وجيع من البأس وهو الشدة واختلف القراءة فيه قراءة أهل المدينة وابن عامر (بئيس) بكسر الباء على وزن فعل إلا أن ابن عامر يهمزه وأبو جعفر ونافع لا يهمزان وقرأ عاصم في رواية أبي بكر بفتح الباء وسكون الياء وفتح الهمزة على وزن فيعل مثل صيقل وقرأ الآخرون على وزن فعيل مثل بعير وصغير (بما كانوا يفسقون) قال ابن عباس رضي الله عنهما نسمع الله يقول (أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس) فلا أدري ما فعل بالفرقة الساكنة قال عكرمة قلت هل جعلني فداك إلا نراهم قد أنكروا وكرهوا ما هم عليه وقالوا لم تعظون قوما الله مهلكهم وإن لم يقل الله أنجيتهم لم يقل أهلكتهم فأعجبه قولي فرضي وأمر لي ببر دين فكسانيهما وقال نجت الفرقة الساكنة وقال يمان بن رباب نجت الطائفتان الذين قاولا لنم تعظون قوما والذين قاولا معذرة إلى ربكم وأهلك الله الذين أخذوا الحيتان وهذا قول الحسن وقال ابن زيد الناهية وهلكت الفرقتان وهذه أشد آية في ترك النهي عن المنكر قوله تعالى (فلما عتوا عما نهوا عنه) قال ابن عباس أبوا أن يرجعوا عن المعصية (قلنا لهم كونوا قردة خاسئين) مبعدين فمكثوا ثلاثة أيام ينظر بعضهم إلى بعض وينظر إليهم الناس ثم هلكوا (وإذ تأذن ربك) أي آذن وأعلم ربك يقال تأذن وآذن توعد وأوعد وقال ابن عباس تأذن ربك قال بك وقال مجاهد أمر ربك وقال عطاء حكم ربك (ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة) أي على اليهود (من يسومهم سوء العذاب) بعث الله عليهم محمدا صلى الله عليه وسلم وأمته يقاتلونهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية (إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم) (وقطعناهم) فرقناهم (في الأرض أمما) فرقنا فرقهم الله فتشتت أمرهم فلم تجتمع لهم كلمة (منهم الصالحون) قال ابن عباس ومجاهد يريد الذين أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآمنوا به (ومنهم دون ذلك) يعني الذين بقوا على الكفر وقال الكلبي منهم الصالحون هم الذين وراء نهر أوداف من
(٢٠٩)