تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ٢١١
سورة الأعراف (170 172) (والذين يمسكون بالكتاب) قرأ أبو بكر عن عاصم (يمسكون) بالتخفيف وقراءة العامة بالتشديد لأنه يقال مسكت بالشيء ولا يقال أمسكت بالشيء إنما يقال أمسكته وقرأ أبي بن كعب (والذين تمسكوا بالكتاب) على الماضي وهو جيد لقوله تعالى (وأقاموا الصلاة) إذ قل ما يعطف ماض على مستقبل إلا في المعنى وأراد الذين يعملون بما في الكتاب قال مجاهد هم المؤمنون من أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه تمسكوا بالكتاب الذي جاء به موسى فلم يحرفوه ولم يكتموه ولم يتخذوه مأكلة وأقل عطاء هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم (وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين) قوله تعالى (وإذ نتقنا الجبل فوقهم) أي قلعنا وقال المؤرج قطعناه وقال الفراء علقنا وقيل رفعنا (كأنه ظلة) قال عطاء سقيفة والظلة كل ما أظلك (وظنوا) علموا (أنه واقع بهم خذوا) أي وقلنا لهم خذوا (ما آتيناكم بقوة) بجد واجتهاد (واذكروا ما فيه) واعلموا به (لعلكم تتقون) وذلك حين أبوا أن يقبلوا أحكام التوراة فرفع الله على رؤسهم جبلا قال السحن فلما نظروا إلى الجبل خر كل رجل منهم ساجدا على حاجة الأيسر ينظر بعينه اليمنى إلى الجبل فرقا من أن يسقط عليه ولذلك لا تجد يهوديا إلا ويكون سجوده على حاجبه الأيسر قوله تعالى (وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) الآية أخبرنا أبو الحسن محمد بن السرخي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن زيد بن أ [ي أنيسة عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخبره عن مسلم بن يسار الجهني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سئل عن هذه الآية (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم) الآية قال عمر بن الخطاب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم سمح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل ففيم العمل يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت خؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل ففيم العمل يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله به الجنة وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل نمن أعمال أهل النار فيدخله به النار وقال أبو عيسى هذا حديث حسن ومسلم بن يسار لم
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»