سورة الأعراف (158 159) الطيبات) يعني ما كانوا يحرمونه في الجاهلية من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام (ويحرم عليهم الخبائث) يعني الميتة والدم ولحم الخنزير والزنا وغيرها من المحرمات (ويضع عنهم إصرهم) قرأ ابن عباس (آصارهم) بالجمع والإصر كل ما يثقل على الإنسان من قول أو فعل قال ابن عباس والحسن والضحاك والسدي ومجاهد يعني العهد الثقيل كان أخذ على بني إسرائيل بالعمل بما في التوراة وقال قتادة يعني التشديد الذي كان عليهم في الدين (والأغلال) يعني الأثقال (التي كانت عليهم) وذلك مثل قتل النفس في التوراة وقطع الأعضاء الخاطئة وقرض النجاسة عن الثوب بالمقراض وتعيين القصاص في القتل وتحريم أخذ الدية وترك العمل في السبت وأن صلاتهم لا تجوز إلا في الكنائس وغير ذلك من الشدائد شبهت بالأغلال التي تجمع اليد إلى العنق (فالذين آمنوا به) أي بمحمد صلى الله عليه وسلم (وعزروه) وقروه (ونصروه) على الأعداء (واتبعوا النور الذي أنزل معه) يعني القرآن (أولئك هم المفلحون) قوله تعالى (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته) أي آياته وهي القرآن وقال مجاهد والسدي يعني عيسى ابن مريم ويقرأ (كلمته ألقاها إلى مريم) (واتبعوه لعلكم تهتدون) قوله عز وجل (ومن قوم موسى) يعني من بني إسرائيل (أمة) أي جماعة (يهدون بالحق) أي يرشدون ويدعون إلى الحق وقيل معناه يهتدون ويستقيمون عليه (وبه يعدلون) أي بالحق يحكمون وبالعدل يقومون قال الكلبي والضحاك والربيع هم قوم خلف الصين بأقصى الشرق على نهر مجرى الرمل يسمى نهر الأردن ليس لأحد منهم مال دون صاحبه يمطرون بالليل ويسقون بالنهار ويزرعون لا يصل إليهم منا أحد وهم على دين الحق وذكر أن جبرائيل عليه السلام ذهب بالنبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إليهم فكلمهم فقال لهم جبريل هل تعرفون من تكلمون قالوا لا فقال لهم هذا محمد النبي الأمي فآمنوا به فقالوا يا رسول الله إن موسى أوصانا أن من أدرك منكم أحمد فليقرأ عليه مني السلام فرد النبي صلى الله عليه وسلم على موسى وعليهم ثم أقرأهم عشر سور من القرآن نزلت بمكة وأمرهم بالصلاة والزكاة وأمرهم أن يقيموا مكانهم وكانوا يسبتون فأمرهم أن يجمعوا ويتركوا السبت وقيل هم الذين أسلموا من اليهود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والأول أصح
(٢٠٦)