تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١١٩
قرأ حمزة والكسائي بضم الثاء والميم هذا وما بعد وفي يس على جمع الثمار وقرأ الآخرون بفتحهما على جمع الثمرة مثل بقرة وبقر (إذا أثمر وينعه) ونضجه وإدراكه 0 (إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون) سورة الأنعام (100) قوله عز وجل (وجعلوا لله شركاء الجن) يعني الكافرين جعلوا لله شركاء الجن (وخلقهم) يعني وهو خلق الججن قال الكلبي نزلت في الزنادقة أثبتوا الشركة لإبليس في الخلق فقالوا الله خالق النور والناس والدواب والأنعام وإبليس خالق الظلمة والسباع والحيات والعقارب وهذا كقوله (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا) وإبليس من الجن (وخرقوا) بتشديد الراء على التكثير وقرأ الآخرون بالتخفيف أي اختلفوا (له بنين وبنات بغير علم) وذلك مثل قول اليهود عزيز ابن الله وقول النصارى المسيح ابن الله وقول كفار مكة الملائكة بنات الله ثم نزه نفسه فقال (سبحانه وتعالى عما يصفون) سورة الأنعام (101) (بديع السماوات والأرض) أي مبدعهما لا على مثال سبق (أني يكون له ولد) أي كيف يكون له ولد (ولمم تكن له صاحبا) زوجة (وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم) سورة الأنعام (102) (ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه) فأطيعوه (وهو على كل شيء وكيل) بالحفظ له والتدبير (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) يتمسك أهل الاعتزال بظاهر هذه الآية في نفي رؤية الله عز وجل عيانا ومذهب أهل السنة إثبات رؤية الله عز وجل عيانا قال الله تعالى (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) قال (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) قال مالك رضي الله عنه لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يعير الله الكفار بالحجاب وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) وفسره بالنظر إلى وجه الله عز وجل أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد اله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا يوسف بن موسى ثنا عاصم بن يوسف اليربوعي أنا أبو شهاب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن حازم عن جرير بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أنكم سترون ربكم عيانا / ح /
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»