تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١١٢
باستثناء من الأول بل هو استثناء ممنقطع معناه لكن إن يشأ ربي شيئا أي سواء فيكون ما شاء (وسع ربي كل شيء علما) أي أحاط علمه بكل شيء (أفلا تتذكرون) سورة الأنعام (81) (وكيف أخاف ما أشركتم) يعني الأصنام وهي لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع (ولا تخافون أنكمم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا) حجة وبرهانا وهو القاهر القادر على كل شيء (فأي الفريقين أحق) أولى (بالأمن) أنا وأهل ديني أم أنتم (إن كنتم تعلمون) فقال الله تعالى قاضيا بينهما سورة الأنعام (82) (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) لم يخلطوا أيمانهم بشرك (أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) أخبرنا عبد الواحد بن المليححي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عيسى بن يونس أنا الأعمش أنا إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال لما نزلت (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) شق ذلك على المسلمين فقالوا يا رسول الله فأينا لا يظلم نفسه فقال ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا إلى ما قال لقمان لابنه وهو يعظه (يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) سورة الأنعام (83) قوله عز وجل (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه) حتى خصمهم وغلبهم بالحجة قال مجاهد هي قوله (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن) (نرفع درجات من نشاء) بالعلم قرا أهل الكوفة ويعقوب (درجات) بالتنوين ههنا وفي سورة يوسف أي نرفع درجات من نشاء بالعلم والفهم والفضيلة والعقل كما رفعنا درجات إبراهيم حتى اهتدى وحاج في التوحيد (إن ربك حكيم عليم) سورة الأنعام (84) (ووهبنا له إسحق ويعقوب كلا هدينا) ووفقنا وأرشدنا (ونوحا هدينا من قبل) أي مممن قبل إبراهيم (ومن ذريته) أي من ذرية نوح عليه السلامم ولم يرد من ذرية إبراهيم لأنه ذكر في جملنهم يونس ولوطا ولم يكونا من ذرية إبراهيم (داود) هو داود بن أيشا (وسليمان) يعني ابنه
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»