تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٢٣
سورة الأنعام 110 111 عليهم بأنهم لا يؤمنون وقرأ الآخرون أنها بفتح الألف وجعلوا الخطاب للمؤمنين واختلفوا في قوله (لا يؤمنون) فقال الكسائي (لا) ومعنى الآية وما يشعركم أيها المؤمنون إذا جاءت أن المشركين يؤمنون كقوله (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون) أي يرجعون وقيل أنها بمعنى لعل وكذلك هو في قراءة أبي تقول العرب اذهب إلى السوق أنك تشتري شيئا أي لعلك وقال عدي بن زيد أعاذل ما يدريك أن منيتي إلى ساعة في اليوم أو في ضحى الغد أي لعل منيتي وقيل فيه حذف وتقديره وما يشعركم أنها إذا جاءت يؤمنون أو لا يؤمنون وقرأ ابن عامر وحمزة (لا تؤمنون) بالتاء على الخطاب للكفار واعتبروا بقراءة أبي إذا جاءتكم لا تؤمنون وقرأ الآخرون بالياء على الخبر دليلها قراءة الأعممش أنها إذا جاءتهم لا يؤمنون سورة الأنعام (110) (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة) قال ابن عباس يعني ونحول بينهم وبين الإيمان فلو جئناهم بالآيات التي سألوا ما آمنوا بها كما لم يؤمنوا به أول مرة أي كما لم يؤمنوا بما قبلها مرة أي كما لم يؤمنوا بما قبلها من الآيات من انشقاق القمر وغيره وقيل كما لم يؤمنوا به أول مرة يعني معجزات موسى وغيره من الأنبياء عليهم السلام كقوله تعالى (أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل) وفي الآية محذوف تقديره فلا يؤمنون كما لم يؤمنوا به أول مرة وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس المرة الأولى دار الدنيا يعني لوردوا من الآخرة إلى الدنيا نقلب أفئدتهمم وأبصارهم عن الإيمان كما لم يؤمنوا في الدنيا قبل مماتهم كما قال (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) (ونذرهم في طغيانهم يعمهون) قال عطاء نخذلهم وندعهم في ضلالتهم يتمادون سورة الأنعام (111) (ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة) فرأوهم عيانا (وكلمهم الموتى) بإحيائنا إياهم فشهدوا لك بالنبوة كما سألوا (وحشرنا) وجمعنا (عليهم كل شيء قبلا) قرأ أهل المدينة وابن عامر (قبلا) بكسر القاف وفتح الباء أي معاينة وقرأ الآخرون بضم القاف والباء قيل هو جميع قبيل وهو الكفيل مثل رغيف ورغف وقضيب وقضب أي ضمناء وكفلاء وقيل هو جمع قبيل وهو القبيلة أي فوجا وقيل هو بمعنى المقابلة والمواجهة من قولهم أتيتك قبلا لا دبرا إذا أتاه من قبل وجه (ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله) ذلك (ولكن أكثرهم يجهلون)
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»