تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١١٤
(والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء) يعني أهل مكة (فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) يعني الأنصار وأهل المدينة قاله ابن عباس ومجاهد وقال قتادة فإن يكفر بها هؤلاء الكفار فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين يعني الأنبياء الثمانية عشر الذين ذكرهم الله ههنا وقال أبو رجاء العطاردي معناه فإن يكفر بها أهل الأرض فقد وكلنا بها أهل السماء وهم الملائكة قوما ليسوا بكافرين سورة الأنعام (90) (أولئك الذين هدى الله) أي هداهم الله (فبهداهم) فبسنتهم وسيرتهم (اقتده) الهاء فيها هاء الوقف وحذف حمزة والكسائي ويعقوب الهاء في الوصل والباقون بإثباتها وصلا ووقفا وقرأ ابن عامر (اقتده) باشباع الهاء كسرا (قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو) ما هو (إلا ذكرى) أي تذكرة وموعظة (للعالممين) سورة الأنعام (91) (وما قدروا الله حق قدره) أي ما عظموه حق عظمته وقيل مما وصفوه حق وصفه (إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء) قال سعيد بن جبير جاء رجل من اليهود يقال له مالك بن الصيف يخاصم النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أما تجد في التوراة أن الله يبغض الحبر السمين \ ح \ وكان حبرا سمينا فغضب فقال والله مما أنزل التوراة على بشر من شيء وقال السدي نزلت في فنخاص بن عازوراء وهو قائل هذه المقالة وفي القصة أن مالك بن الصيف لما سمعت اليهود منه تلك المقالة عتبوا عليه وقالوا أليس أن الله أنزل التوراة على مموسى فلم قلت ما أنزل الله على بشر من شيء قال فقال مالك بن الصيف أغضبني محمد فقلت ذلك فقالوا له وأنت إذا غضبت تقول على الله غير الحق فنزعوه من الحبرية وجعلوا مكانه كعب بن الأشرف وقال ابن عباس رضي الله عنهما قالت اليهود يا محمد أنزل الله عليك كتابا قال نعم قالوا والله ما أنزل الله من السماء كتابا فأنزل الله (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء) قال الله تعالى (قل) لهم (من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس) يعني التوراة (تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا) أي تكتبون عنه دفاتر وكتبا مقطعة تبدونها أي تبدون ما تحبون وتخفون كثيرا من نعت محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (يجعلونه) (ويبدونها)
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»