تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٠٧
الأصنام كأنه يقول لا تفعل ذلك فإن الهدى هدى الله لا يهدي غيره (وأمرنا لنسلم) أي أن نسلم (لرب العالمين) والعرب تقول أمرتك لتفعل وأن لا تفعل وبأن تفع 8 ل سورة الأنعام (72) (وأن أقيموا الصلاة واتقوا) أي وأمرنا بإقامة الصلاة والتقوى (وهو الذي إليه تحشرون) أي تجمعون في الموقف للحساب سورة الأنعام (73) (وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق) قيل الباء بمعنى اللام إظهار للحق لأنه جعل صنعه دليلا على وحدانيته (ويوم يقول كن فيكون) قيل هو راجع إلى السماوات والأرض والخلق بمعنى القضاء والتقدير أي كل شيء قضاه وقدره قال له كن فيكون وقيل يرجع إلى القيامة يدل على سرعة أمر البعث والساعة كأنه قال ويوم يقول للخلق موتوا فيقومون (قوله الحق) أي الصدق الواقع لا محالة يريد أن ما وعده حق كائن (وله الملك يوم ينفخ في الصور) يعني ملك الملوك يومئذ زائل كقوله (مالك يوم الدين) وكما قال (والأمر يومئذ لله) والأمر لله في كل وقت ولكن لا أمر في ذلك اليوم لأحد مع أمر الله والصور قرن ينفخ فيه قال مجاهد كهيئة البوق وقيل هو بلغه أهل اليمن وقال أبو عبيدة الصور هو الصور وهو جمع الصورة وهو قول الحسن والأول أصح والدليل عليه ما أخبرنا محمد بن عبد الله بن أبي توبة أنا أبو طاهر المحاربي أنا محمد بن يعقوب الكسائي أنا أبو عبد الله بن محمود أنا إبراهيم بن عبد الله الخلال أنا عبد الله بن المبارك عن سليمان التميمي عن أسلم عن بشر بن شغاف عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما الصور قال قرن ينفخ فيه أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنا أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله الصفار أنا أحمد بن محمد بن عيسى البرقي أنا أبو حذيفة أنا سفيان عن الأعمش عن عطية بن سعد العوفي عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف أنعم وصاحب الصور قد التقمه واصغي سمعه وحتى جبهته ينتظر متى يؤمر \ ح \ فقالوا يا رسول الله وما تأمر قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل \ ح \ وقال أبو العلاء عن عطية متى يؤمر بالنفخ فينفخ قوله تعالى (عالم الغيب والشهادة) يعني يعلم ما غاب عن العباد وما يشاهدونه لا يغيب عن علمه شيء) وهو الحكيم الخبير)
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»