تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٠١
سورة الأنعام (55 57) على الطاعة العاجل القليل على الأجل الكثير (ثم تاب من بعده) رجع عن ذنبه (وأصلح) عمله قيل أخلص ثوبته (فإنه غفور رحيم) قرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب (أنه من عمل فإنه غفور رحيم) بفتح الألف فيهما بدلا من الرحمة أي كتب على نفسه أنه من عمل منكم ثم جعل الثانية بدلا عن الأولى كقوله تعالى (أيعدكم أنكن إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون) وفتح أهل المدينة الأولى منهما وكسر الثانية على الاستئناف وكسرهما الآخرون على الأستئناف سورة الأنعام (55) (وكذلك نفصل الآيات) أي وهكذا وقيل معناه وكما فصلنا لك في هذه السورة دلائلنا واعلامنا على المشؤكين كذلك نفصل الآيات أي نميز ونبين لك حجتنا في كل حق ينكروه أهل الباطل (ولتستبين سبيل المجرمين) أي طريق المجرمين وقرأ أهل المدينة (ولتستبين) بالتاء (سبيل المجرمين) نصب على خطاب النبي صلى الله عليه وسلم أي ولنعرف يا ممحمد سبيل المجرمين يقال استبنت الشيء وتبينته إذا عرفته وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر (وليستبين) بالياء (سبيل) بالرفع وقرأ الآخرون (ولتستبين) بالتاء (سبيل) بالرفع أي ليظهر وليتضح سبيل يذكر ويؤنث فدليل التذكير قوله تعالى (وأن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا) دليل الثأنيت قوله تعالى (لم تصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا) سورة الأنعام (56) قوله عز وجل (قل أني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم) في عبادة الأوثان وطرد الفقراء (قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين) يعني أني فعلت ذلك فقد تركت سبيل الحق وسلكت غير طريق الهدى سورة الأنعام (57) (قل أني على بينة) أي على بيان وبصيرة وبرهان (من ربي وكذبتم به) أي ما جئت به (ما عندي ما تستعجلون به) قيل أراد به أستعجالهم بالعذاب كانوا يقولون (أن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينما حجارة) الآية وقيل أراد به القيامة قال الله (يستعجل الذين بها لا يؤمنون بها) (أن الحكم إلا لله يقص الحق) وقرأ الآخرون (يقضي) بسكون القاف والضاد مكسورة من قضيت أي يحكم بالحق بدليل أنه قال (وهو خير الفاصلين) والفصل يكون في القضاء وأنما حذف الياء لاستتقال الألف واللام كقوله تعالى (صال الجحيم) ونحوها ولم يقل بالحق لأن الحق صفة المصدر كأنه قال يقضي القضاء الحق
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»