تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١١٧
سورة الأنعام (95) قوله عز وجل (إن الله فالق الحب والنوى) الفلق الشق قال الحسن وقتادة والسدي معناه يشق الحبة عن السنبلة والنواة عن النخلة فيخرجها منها والحب جمع الحبة وهى اسم لجميع البذور والحبوب من البر والشعير والذرة وكل ما لم يكن له نوى وقال الزجاج يشق الحبة اليابسة والنواة اليابسة فيخرج منهما ورقا أخضر وقال مجاهد يعني الشقين اللذين فيهما أي يشق عن النبات ويخرجه منه ويشق النوى عن النخل ويخرجها منه والنوى جمع النواة وهى كل ما لم يكن له حب كالتمر والمشمش والخوخ ونحوها وقال الضحاك فالق الححب والنوى يعني خالق الحب والنوى (يخرج الحي من الميت ومخرج المبيت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون) تصرفون عن الحق سورة الأنعام (96) (فالق الإصباح) شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل وكاشفه وقال الضحاك خالق النهار والإصباح مصدر كالإقبال والإدبار وهو الإضاءة وأراد به الصبح وهو أول ما يبدو من النهار يريد ومبدي الصبح وموضحه (وجعل الليل سكنا) يسكن فيه خلقه وقرأ أهل الكوفة (وجعل) على الماضي (الليل) نصب اتباعا للمصحف وقرأ إبراهيم النخعي (فلق الإصباح) (وجعل الليل سكنا (والشمس والقمر حسبانا) أي جعل الشمس والقمر بحساب معلوم لا يجاوز انه حتى ينتهيا إلى أقصى منازلهما والحسبان مصدر كالحساب وقيل جمع حساب (ذلك تقدير العزيز العليم) سورة الأنعام (97) قوله عز وجل (وهو الذي جعل لكم النجوم) أي خلقها لكم (لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر) والله تعالى خلق النجوم لفوائد أحدها هذا وهو أن راكب السفينة والسائر في القفار يهتدي بها في الليالي إلى مقاصده والثاني أنها زينة للسماء كمما قال (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح) ومنها رمي الشيطان كما قال (وجعلناها رجوما للشياطين) (قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون) سورة الأنعام (98) (وهو الذي أنشأكم) خلقكم وابتدأكم (من نفس واحدة) يعني آدم عليه السلام (فمستقر ومستودع) قرأ ابن كثير وأهل البصرة (فمستقر) بكسر القاف يعني
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»