تفسير البغوي - البغوي - ج ٢ - الصفحة ١٠٨
سورة الأنعام (74) قوله عز وجل (وإذ قال إبراهيم لبيه آزر) قرأ يعقوب (آزر) بالرفع يعني (آزر) والقراءة المعروفة بالنصب وهو اسم أعجمي لا ينصرف فينصب في موضع الخفض قال محمد بن إسحاق والضحاك والكلبي آزر اسم أبي إبراهيم وهو تارخ أيضا مثل إسرائيل ويعقوب وكان من كوثى قرية من سواد الكوفة وقال مقاتل بن حيان وغيره آزر لقب لأبي إبراهيم واسمه تارخ وقال سليمان التيمي هو سب وعيب ومعناه في كلامهم المعوج وقيل معناه الشيخ الهرم بالفارسية وقال سعيد بن المسيب ومجاهد آزر اسم صنم فعلى هذا يكون في محل النصب تقديره أتتخذ آزر إلها قوله (أصناما آلهة) دون الله (إني أراك وقومك في ضلال مبين) أي في خطأ بين سورة الأنعام (75) (وكذلك نري إبراهيم) أي كما أريناه البصيرة في دينه والحق في خلاف قوممه كذلك نريه (ملكوت السماوات والأرض) والملكوت الملك زيدت فيه التاء للمبالغة كاجبروت والرحموت والرهبوت قال ابن عباس يعني خلق السماوات والأرض وقال مجاهد وسعيد بن جبير يعني آيات السماوات والأرض وذلك أنه أقيم على صخر وكشف له عن ملكوت السماوات والأرض حتى العرش وأسفل الأرضين ونظر إلى مكانه في الجنة فذلك قوله تعالى (وآتيناه أجره في الدنيا) يعني أريناه مكانه في الجنة وروي عن سليمان رضي الله عنه ورفعه بعضهم عن علي رضي الله عنه لما أري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض أبصر رجلا على فاحشة فدعا عليه فهلك ثم أبصر آخر فدعا عليه فهلك ثم أبصر آخر فأراد أن يدعو عليه فقال له الرب عز وجل يا إبراهيم إنك رجل مستجاب الدعوة فلا تدعون على عبادي فإنما إنا من عبدي على ثلاث خصال إما أن يتوب إلي فأتوب عليه وإما أن أخرج منه نسمة تعبدني وإما أن يبعث إلي شئت عفوت عنه وإن شئت عاقبته وفي رواية وإما أن يتولى فإن جهنم من ورائه وقال قتادة ملكوت السماوات الشمس والقمر والنجوم وملكوت الأرض الجبال والشجر والبحار (وليكون من الموقنين) عطف على المعنى ومعناه نريه ملكوت السماوات والأرض ليستدل به وليكون من الموقنين سورة الأنعام (76) (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا) ى لآية قال أهل التفسير ولد إبراهيم عليه السلام في زمن نمرود بن كنعان وكان نمرود أول من وضع التاج على رأسه ودعا الناس إلى عبادته وكان له كهان ومنجمون فقالوا له إنه يولد في بلدك هذه السنة غلام يغير دين أهل اللأرض ويكون هلاكك وزوال ملكك على يديه ويقال إنهم وجدوا ذلك في كتب الأنبياء عليهم السلام فقال السدي رأى نمرود في منامه كأن كوكبا
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»