تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١١١
سورة البقرة 122 124 الناس والهاء راجعة إلى محمد صلى الله عليه وسلم وقال الآخرون هي عائدة إلى الكتاب واختلفوا في معناه فقال ابن مسعود رضي الله عنه يقرؤونه كما أنزل ولا يحرفونه ويحلون حلاله ويحرمون حرامه وقال الحسن يعلمون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ويكلون علم ما أشكل عليهم إلى عالمه وقال مجاهد يتبعونه حق اتباعه قوله (أولئك يؤمنون به) (ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون) 122 (يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وإني فضلتكم على العالمين) 123 (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون) 124 (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) قرأ ابن عامر إبراهام بالألف في بعض المواضع ثلاثة وثلاثون موضعا جملته تسعة وتسعون موضعا وهو اسم أعجمي ولذلك لا يجري عليه الصرف وهو إبراهيم بن تارخ هو آزر بن ناخور وكان مولده بالسوس من أرض الأهواز وقيل بابل وقيل كوثي وقيل كسكر وقيل حران ولكن أباه نقله إلى أرض بابل بأرض نمروز بن كنعان ومعنى الابتلاء الاختبار والامتحان والأمر وابتلاء الله العباد ليس ليعلم أحوالهم بالابتلاء لأنه عالم بهم ولكن ليعلم العباد أحوالهم حتى يعرف بعضهم بعضا واختلفوا في الكلمات التي ابتلى الله بها إبراهيم فقال عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما هي ثلاثون سماهن شرائع الإسلام لم يبتل بها أحد فأقامها كلها إبراهيم فكتب له البراءة فقال (وإبراهيم الذي وفى) عشر في براءة (التائبون العابدون) إلى آخرها وعشر في الأحزاب (إن المسلمين والمسلمات) إلى آخرها وعشر في سورة المؤمنين في قوله (قد أفلح المؤمنون) الآيات وقوله (إلا المصلين) في سأل سائل وقال طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما ابتلاه الله تعالى بعشرة أشياء وهي الفطرة خمس في الرأس قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسؤال وفرق الرأس وخمس في البدن تقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة والختان والاستنجاء بالماء وفي الخبر أن إبراهيم عليه السلام أول من قص الشارب وأول من اختتن وأول من قلم الأظافر وأول من رأى الشيب فلما رآه قال يا رب ما هذا قال الوقار قال يا رب زدني وقارا قال مجاهد هي الآيات التي بعدها في قوله عز وجل (إني جاعلك للناس
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»