النخعي الحرم كله مقام إبراهيم وقيل أراد بمقام إبراهيم جميع مشاهد الحج مثل عرفة ومزدلفة وسائر المشاهد والصحيح أن مقام إبراهيم هو الحجر الذي هو المسجد يصلي أليه الأئمة وذلك الحجر الذي قام عليه إبراهيم عند بناء البيت وقيل كان أثر أصابع رجليه بينا فيه فاندرس من كثرة المسح بالأيدي قال قتادة ومقاتل والسدي أمروا بالصلاة عند مقام إبراهيم ولم يؤمروا بمسحه وتقبيله أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا مسدد عن يحيى بن حميد عن أنس قال قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وافقت الله في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله تعالى (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وقلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله عز وجل آية الحجاب قال وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه فدخلت عليهن فقلت لهن إن انتهيتن و ليبدلنه اللهه خيرا منكن فأنزل الله تعالى (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن) الآية ورواه محمد بن إسماعيل أيضا عن عمرو بن عون أنا هشام عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال قال عمر رضي الله عنه وافقت ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى فنزلت (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وأما بدء قصة المقام فقد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أتى إبراهيم إسماعيل وهاجر وضعهما بمكة وأتت على ذلك مدة ونزلها الجرهميون وتزوج إسماعيل منهم امرأة وماتت هاجر واستأذن إبراهيم سارة أن يأتي هاجر فأذنت له وشرطت عليه أن لا ينزل فقدم إبراهيم مكة وقد ماتت هاجر فذهب إلى بيت إسماعيل فقال لامرأته أين صاحبك قالت ذهب يتصيد وكان إسماعيل عليه السلام يخرج من الحرم فيصيد فقال لها إبراهيم هل عندك ضيافة قالت ليس عندي ضيافة وسألها عن عيشهم فقالت نحن في ضيق وشدة فشكت إليه فقال لها إذا جاء زوجك فاقرئيه السلام وقولي له فليغير عتبة بابه فذهب إبراهيم فجاء إسماعيل فوجد ريح أبيه فقال لامرأته هل جاءك أحد فقالت جاءني شيخ صفته كذا وكذا كالمستخفة بشأنه قال فما قال لك قالت قال اقرئي زوجك السلام وقولي له فليغير عتبة بابه قال ذلك أبي وقد أمرني أن أفرقك إلحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهم بأخرى فلبث إبراهيم ما شاء الل أن يلبث ثم استأذن سارة أن يزور إسماعيل فأذنت له وشرطت عليه أن لا ينزل فجاء إبراهيم عليه السلام حتى انتهى إلى باب إسماعيل فقال لامرأته أين صاحبك قالت ذهب يتصيد وهو يجيء الآن إن شاء الله فانزل يرحمك الله قال هل عندك ضيافة قالت نعم فجاءت باللبن واللحم وسألها عن عيشهم فقالت نحن بخير وسعة فدعا لهما بالبركة ولو جاءت يومئذ بخبز وبر أو شعير أو تمر لكانت أكثر أرض الله برا أو شعيرا أو تمرا فقالت له انزل حتى أغسل رأسك فلم ينزل فجاءته بالمقام فوضعته عن شقه الأيمن فوضع قدمه عليه فغسلت شق رأسه الأيمن ثم حولته إلى شقه الأيسر فغسلت شق رأسه الأيسر فبقي أثر قدميه عليه فقال لها إذا جاء زوجك فاقرئيه السلام وقولي له قد استقامت عتبة بابك فلما جاء إسماعيل وجد ريح أبيه فقال لامرأته هل جاءك أحد قالت نعم شيخ أحسن الناس وجها وأطيبهم
(١١٣)