تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٠٦
سورة البقرة 111 113 111 (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا) أي يهوديا قال الفراء حذف الياء الزائدة ورجع إلى الفعل من اليهودية وقال الأخفش الهود جمع هائد مثل عائد وعود وحائل وحول (أو نصارى) وذلك أن اليهود قالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا ولا دين إلا دين اليهودية وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا ولا دين إلا دين النصرانية وقيل نزلت في وفد نجران وكانوا نصارى اجتمعوا في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مع اليهود فكذب بعضهم بعضا قال الله تعالى (تلك أمانيهم) أي شهواتهم الباطلة التي تمنوها على الله بغير الحق (قل) يا محمد (هاتوا) أصله آتوا (برهانكم) حجتكم على ما زعمتم (إن كنتم صادقين) ثم قال ردا عليهم 112 (بلى من أسلم وجهه) أي ليس كما قالوا بل الحكم للإسلام وإنما يدخل الجنة من أسلم وجهه (لله) أي أخلص دينه لله وقبل أخلص عبادته لله وقيل خضع وتواضع لله وأصل الإسلام الاستسلام والخضوع وخص الوجه لأنه إذا جاد بوجهه في السجود لم يبخل بسائر جوارحه (وهو محسن) في عمله وقيل مؤمن وقيل مخلص (فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) 113 قوله (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء) نزلت في يهود المدينة ونصارى أهل نجران وذلك أن وفد نجران لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم أحبار اليهود فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم فقالت لهم اليهود ما أنتم على شيء من الدين وكفروا بعيسى والإنجيل وقالت لهم النصارى ما أنتم على شيء من الدين وكفروا بموسى والتوراة فأنزل الله تعالى (وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب) وكلا الفريقين يقرؤون الكتاب وقيل معناه ليس في كتبهم هذا الاختلاف فدل تلاوتهم الكتاب ومخالفتهم ما فيه على كونهم على الباطل (كذلك قال الذين لا يعلمون) يعني آباءهم الذين مضوا (مثل قولهم) قال مجاهد يعني عوام النصارى وقال مقاتل يعني مشركي
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»