سورة البقرة 127 ذو بكة صنعتها يوم خلقت الشمس والقمر وحرمتها يوم خلقت السماوات والأرض وحففتها بسبعة أفلاك حنفاء يأتيها رزقها من ثلاثة سبل مبارك لها في اللحم والماء 127 قوله عز وجل (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل) قال الرواة إن الله تعالى خلق موضع البيت قبل الأرض بألفي عام وكانت زبدة بيضاء على الماء فدحيت الأرض من تحتها فلما أهبط الله آدم إلى الأرض استوحش فشكا إلى الل تعالى فأنزل الله البيت المعمور من ياقوتة من يواقيت الجنة له بابان من زمرد أخضر باب شرقي وباب غربي فوضعه على موضع البيت وقال يا آدم إني أهبطت لك بيتا تطوف به كما يطاف حول عرشي تصلي عنده كما يصلى عند عرشي وأنزل الحجر وكان أبيض فاسود من لمس الحيض في الجاهلية فتوجه آدم من أرض الهند إلى مكة ماشيا وقيض الله له ملكا يدله على البيت فحج البيت وأقام المناسك فلما فرغ تلقته الملائكة وقالوا بر حجك يا آدم لقد حججنا هذا البيت قبلك بألفي عام قال ابن عباس رضي الله عنه حج آدم أربعين حجة من الهند إلى مكة على رجلية فكان على ذلك إلى أيام الطوفان فرفعه الله تعالى إلى السماء الرابعة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه إلى يوم القيامة وبعث جبريل عليه السلام حتى خبأ الحجر الأسود في جبل أبي قبيس صيانة له من الغرق فكان موضع البيت خاليا إلى زمن إبراهيم ثم إن الله تعالى أمر إبراهيم بعدما ولد له إسماعيل وإسحق ببناء بيت يذكر فيه فسأل الله عز وجل أن يبين له موضعه فبعث الله السكينة لتدله على موضع البيت وهي ريح خجول لها رأسان شبه الحية فأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة فتبعها إبراهيم حتى أتيا مكة فتطوقت السكينة على موضع البيت كتطوق الجحفة هذا قول علي والحسن وقال ابن عباس بعث الله سحابة على قدر الكعبة فجعلت تسير وإبراهيم يمشي في ظلها إلى أن وافق مكة ووقفت على موضع البيت فنودي منها إبراهيم أن ابن علي ظلها لا تزد ولا تنقص وقيل أرسل الله جبريل ليدله على موضع البيت فذلك قوله تعالى (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت) فبنى إبراهيم وإسماعيل البيت فكان إبراهيم يبنيه وإسماعيل يناوله الحجر فذلك قوله تعالى (وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل) يعني أسسه واحدتها قاعدة وقال الكسائي جدر البيت قال ابن عباس إنما بنى البيت من خمسة أجبل طورسينا وطورزيتا ولبنان وهو جبل بالشام والجودي وهو جبل بالجزيرة وبنيا قواعده من حراء وهو جبل بمكة فلما انتهى إبراهيم إلى موضع الحجر الأسود قال لإسماعيل إئتني بحجر حسن يكون للناس علما فأتاه بحجر فقال إئتني بأحسن من هذا فمضى إسماعيل يطلبه فصاح أبو قبيس يا إبراهيم إن لك عندي وديعة فخذها فأخذ الحجر الأسود فوضعه مكانه وقيل إن الله تعالى بنى في السماء بيتا وهو البيت المعمور ويسمى ضراح وأمر الملائكة أن يبنوا الكعبة في الأرض بحياله على قدره ومثاله وقيل أول من بنى الكعبة آدم واندرس زمن الطوفان ثم
(١١٥)