تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١٢٢
سورة البقرة 141 143 141 (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون) كرره تأكيدا 142 قوله تعالى (سيقول السفهاء) الجهال ( من الناس ما ولاهم) أي شيء صرفهم وحولهم (عن قبلتهم التي كانوا عليها) يعني بيت المقدس والقبلة فعلة من المقابلة نزلت في اليهود ومشركي مكة طعنوا في تحويل القبلة من بيت المقدس إلى مكة فقالوا لمشركي مكة قد تردد على محمد أمره فاشتاق إلى مولده وقد توجه نحو بلدكم وهو راجع إلى دينكم فقال الله تعالى (قل لله المشرق والمغرب) ملكا والخلق عبيده (يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) 143 (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) نزلت في رؤساء اليهود قالوا لمعاذ بن جبل ما ترك محمد قبلتنا إلا حسدا وإن قبلتنا قبلة الأنبياء ولقد علم محمد أنا عدل بين الناس فقال معاذ أنا على حق وعدل فأنزل الله تعالى (وكذلك) أي وهكذا وقيل الكاف للتشبيه وهي مردودة على قوله (ولقد اصطفيناه في الدنيا) أي كما اخترنا إبراهيم وذريته واصطفيناهم كذلك جعلناكم أمة وسطا أي عدلا خيارا قال الله تعالى (قال أوسطهم) أي خيرهم وأعدلهم وخير الأشياء أوسطها وقال الكلبي يعني أهل دين وسط بين الغلو والتقصير لأنهما مذمومان في الدين وأخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو معشر إبراهيم بن محمد بن الحسين الوراق أنا أبو عبد الله محمد بن زكريا بن يحيى أنا أبو الصلت أنا حماد بن زيد أنا علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد العصر فما ترك شيئا إلى يوم القيامة إلا ذكره في مقامه ذلك حتى إذا كانت الشمس على رؤوس النخل وأطراف الحيطان قال \ إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم هذا ألا وأن هذه الأمة توفي سبعين أمة هي آخرها وأخيرها وأكرمها على الله تعالى \ قوله تعالى (لتكونوا شهداء على الناس) يوم القيامة أن الرسل قد بلغتهم قال ابن جريج قلت لعطاء ما معنى قوله تعالى (لتكونوا شهداء على الناس) قال أمة محمد صلى الله عليه وسلم شهداء على من يترك الحق من الناس أجمعين (ويكون الرسول) محمد صلى الله عليه وسلم
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»