تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ١١٢
سورة البقرة 125 إماما) إلى آخر القصة وقال الربيع وقتادة مناسك الحج وقال الحسن ابتلاه الله بسبعة أشياء بالكواكب والقمر والشمس فأحسن فيها النظر وعلم أن ربه دائم لا يزول وبالنار فصبر عليها وبالهجرة وبذبح ابنه وبالختان فصبر عليها قال سعيد بن جبير هو قول إبراهيم وإسماعيل إذ يرفعان البيت (ربنا تقبل منا) الآية فرفعاه بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال يمان بن رباب هن محاجة قومه قال الله تعالى (وحاجه قومه) إلى قوله تعالى (وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم) وقيل هي قوله (الذي خلقني فهو يهدين) إلى آخر الآيات فأتمهن قال قتادة أداهن قال الضحاك قام بهن وقال يمان عمل بهن قال الله تعالى (قال إني جاعلك للناس إماما) يقتدى بك في الخير (قال) إبراهيم (ومن ذريتي) أي ومن أولادي أيضا فاجعل أئمة يقتدى بهم (قال) الله تعالى (لا ينال) لا يصيب (عهدي الظالمين) قرأ حمزة وحفص بإسكان الياء والباقون بفتحها أي من كان منهم ظالما لا يصيبه قال عطاء بن أبي رباح عهدي رحمتي وقال السدي نبوتي وقيل الإمامة قال مجاهد ليس لظالم أن يطاع في ظلمه ومعنى الآية لا ينال ما عهدت إليك من النبوة والإمامة من كان ظالما من ولدك وقيل أراد بالعهد الأمان من النار وبالظالم المشرك كقوله تعالى (الذين آمنوا ولم يلبثوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن) 125 قال الله تعالى (وإذ جعلنا البيت) يعني الكعبة (مثابة للناس) مرجعا لهم قال مجاهد وسعيد بن جبير يثوبون إليه من كل جانب ويحجون قال ابن عباس رضي الله عنهما معاذا وملجأ وقال قتادة وعكرمة مجمعا (وأمنا) أي مأمنا يأمنون فيهه من إيذاء المشركين فإنهم ما كانوا يتعرضون لأهل مكة ويقولون هم أهل الله ويتعرضون لمن حوله كما قال الله تعالى (أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا علي بن عبد الله أنا جرير عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة \ إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة اللهه إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط لقطته إلا من عرفها ولا يختلى خلاه \ فقال العباس يا رسول اللهه إلا الأذخر فإنه لقينهم ولبيوتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إلا الأذخر \ (واتخذوا) قرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء على الخبر وقرأ الباقون بكسر الخاء على الأمر (من مقام إبراهيم مصلى) قال يمان المسجد كله مقام إبراهيم وقال إبراهيم
(١١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 ... » »»