تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٨٧
ولا جبل إلا قال السلام عليك يا رسول الله أنا أبو الحسن عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب استند إلى جذع نخلة من سواري المسجد فلما صنع له المنبر فاستوى عليه اضطربت تلك السارية وحن كحنين الناقة حتى سمعها أهل المسجد حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعتنقها فسكنت قال مجاهد لا ينزل حجر من الأعلى إلى الأسفل إلا من خشية الله ويشهد لما قلنا قوله تعالى (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) قوله عز وجل (وما الله بغافل) بساه (عما تعملون) وعيد وتهديد وقيل بتارك عقوبة ما تعملون بل يجازيكم به قرأ ابن كثير يعملون بالياء والآخرون بالتاء 75 قوله عز وجل (أفتطمعون) افترجون يريد محمدا وأصحابه (أن يؤمنوا لكم) تصدقكم اليهود بما تخبرونهم به (وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله) يعني التوراة (ثم يحرفونه) يغيرون ما فيها من الأحكام (من بعد ما عقلوه) علموه غير واصفة محمد صلى الله عليه وسلم وآية الرجم (وهم يعلمون) أنهم كاذبون هذا قول مجاهد وقتادة وعكرمة والسدي وجماعة وقال ابن عباس ومقاتل نزلت في السبعين الذين اختارهم موسى لميقات ربه وذلك أنهم لما رجعوا بعدما سمعوا كلام الل إلى قومهم رجع الناس إلى قولهم وأما الصادقون منهم فأدوا كما سمعوا وقالت طائفة منهم سمعنا الله يقول في آخر كلامه إن استطعتم أن تفعلوا فهذا تحريفهم وهم يعلمون أنه الحق 76 قوله عز وجل (وإذا لقوا الذين آمنوا) قال ابن عباس والحسن وقتادة يعني منافقي اليهود الذين آمنوا بألسنتهم إذا لقوا المؤمنين المخلصين (قالوا آمنا) كإيمانكم (وإذا خلا) رجع (بعضهم إلى بعض) كعب بن الأشراف وكعب بن أسد ووهب بن يهودا أو غيرهم من رؤساء اليهود لأمرهم على ذلك (قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم) بما قص الله عليكم في كتابكم أن محمدا حق وقوله صدق والفتاح القاص وقال الكسائي بما بينه لكم من العلم بصفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته وقال الواقدي بما أنزل الله عليكم وأعطاكم ونظيره (لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) أي أنزلنا وقال أبو عبيدة بما من الله عليكم وأعطاكم (ليحاجوكم به) ليخاصموكم به ويعني أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويحتجوا بقولكم عليكم فيقولوا قد أقررتم أنه نبي حق في كتابكم ثم لا تتبعونه وذلك أنهم قالوا لأهل المدينة حين شاوروهم في اتباع محمد صلى الله عليه وسلم آمنوا به فإنه حق ثم قال بعضهم لبعض أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به ويعني لتكون لهم الحجة عليكم (عند ربكم) الآخرة
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»