سورة البقرة 72 74 العيوب (لا شية فيها) لا لون لها سوى لون جميع جلدها قال عطاء لا عيب فيها قال مجاهد لا بياض فيها ولا سواد (قالوا الآن جئت بالحق) أي بالبيان التام الشافي الذي لا إشكال فيه وطلبوها فلم يجدوا بكمال وصفها إلا مع الفتى فاشتروها بملء مسكها ذهبا (فذبحوها وما كادوا يفعلون) من غلاء ثمنها وقال محمد بن كعب وما كادوا يجدونها باجتماع أوصافها وقيل وما كادوا يفعلون من شدة اضطرابهم واختلافهم فيها 72 قوله عز وجل (وإذ قتلتم نفسا) هذا أول القصة وإن كان مؤخرا في التلاوة واسم القتيل عاميل (فادرأتم فيها) أصله تدارأتم فأدغمت التاء في الدال وأدخلت الألف مثل قوله (اثاقلتم) قال ابن عباس ومجاهد معناه فاختلفتم وقال الربيع بن أنس تدافعتم أي يحيل بعضكم على بعض من الدرء وهو الدفع فكان كل واحد يدفع عن نفسه (والله مخرج) أي مظهر (ما كنتم تكتمون) فإن القاتل كان يكتم القتل 73 قوله عز وجل (فقلنا اضربوه) يعني القتيل (ببعضها) أي ببعض البقرة واختلفوا في ذلك البعض قال ابن عباس رضي الله عنه وأكثر المفسرين ضربوه بالعظم الذي يلي الغضروف وهو المقتل وقال مجاهد وسعيد بن جبير بعجب الذنب لأنه أول ما يخلق وآخر ما يبلى ويركب عليه الخلق ثانيا وهو البعث وقال الضحاك بلسانها وقال الحسين بن الفضل هذا أدل بها لأنه آلة الكلام وقال الكلبي وعكرمة بفخذها الأيمن وقيل بعضو منها لا بعينه ففعلوا ذلك فقام القتيل حيا بإذن الله تعالى وأوداجه أي عروق العنق تشخب دما وقال قتلني فلان ثم سقط ومات مكانه فحرم قاتله الميراث وفي الخبر ما ورث قاتل بعد صاحب البقرة وفيه إضمار تقديره فضربت فحي (كذلك يحي الله الموتى) كما أحيا عاميل (ويريكم آياته لعلكم تعقلون) قيل تمنعون أنفسكم من المعاصي أما حكم هذه المسألة إذا وجد في الإسلام قتيل في موضع ولا يعرف قاتله فإن كان ثم لوث على إنسان واللوث أن يغلب على القلب صدق المدعي بأن اجتمع جماعة في بيت أو صحراء فتفرقوا عن قتيل يغلب على القلب أن القاتل فيهم أو وجد قتيل في محلة أو قرية كلهم أعداء للقتيل لا يخالطهم غيرهم فيغلب على القلب أنهم قتلوه فادعى الولي على بعضهم يحلف المدعي خمسين يمينا على من يدعي عليه وإن كان الأولياء جماعة توزع الإيمان عليهم ثم بعدما حلفوا أخذوا الدية من عاقلة المدعى عليه إن ادعوا قتل
(٨٤)