تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٩٠
سورة البقرة 82 84 هذه الآية لأن الله تعالى أوعد بالخلود في النار من أحاطت به خطيئته وتقدمت منه سيئة وهي الشرك والمؤمن وإن عمل الكبائر لم يوجد منه الشرك وقال مجاهد هي الذنوب تحيط بالقلب كلما عمل ذنبا ارتفعت حتى يغشى القلب وهي الرين قال الكلبي أوبقته ذنوبه دليله قوله تعالى (إلا أن يحاط بكم) أي تهلكوا (فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) 82 (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) 83 قوله تعالى (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل) في التوراة والميثاق العهد الشديد (لا تعبدون إلا الله) قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي (لا يعبدون) بالياء والآخرون بالتاء كقوله تعالى (وقولوا للناس حسنا) معناه أن لا تعبدوا فلما حذف أن صار الفعل مرفوعا وقرأ أبي بن كعب (لا تعبدوا) على النهي (وبالوالدين) أي وصيناهم بالوالدين (إحسانا) برا بهما وعطفا عليهما ونزولا عند أمرهما فيما لا يخالف أمر الله تعالى (وذي القربى) أي وبذي القرابة والقربى مصدر كالحسنى (واليتامى) جمع يتيم وهو الطفل الذي لا أب له (والمساكين) يعني الفقراء (وقولا قولا حسنا) صدقا وحقا في شأن محمد صلى الله عليه وسلم فمن سألكم عنه فاصدقوه وبينوا صفته لا تكتموا أمره هذا قول ابن عباس وسعيد بن جبير وابن جريج ومقاتل وقال سفيان الثوري مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر وقيل هو اللين في القول والمعاشرة بحسن الخلق قرأ حمزة والكسائي ويعقوب (حسنا) بفتح الحاء والسين أي قولا حسنا (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم توليتم) أعرضتم عن العهد والميثاق (إلا قليلا منكم) وذلك أن قوما منهم آمنوا (وأنتم معرضون) كأعراض آبائكم 84 قوله عز وجل (وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون) أي لا تريقون (دماءكم) أي لا يسفك بعضكم دم بعض وقيل لا تسفكوا دماء غيركم فيسفك دماءكم فكأنكم سفكتم دماء أنفسكم (ولا تخرجون أنفسكم من دياركم) لا يخرج بعضكم بعضا من داره وقيل لا تسيئوا جوار من جاوركم فتلجؤهم إلى الخروج بسوء جواركم (ثم أقررتم) بهذا العهد أنه حق وقبلتم (وأنتم تشهدون) اليوم على ذلك يا معشر اليهود وتعترفون بالقبول
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»