تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٨٩
سورة البقرة 80 81 لو سيرت فيه جبال الدنيا لانماعت ولذابت من شدة حرها أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الخلال أنا عبد الله بن المبارك عن راشيد بن سعد عن عمرو بن الحارث أنه حدث عن أبي السمع عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ الويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره والصعود جبل من نار يتصع فيه سبعين خريفا ثم يهوي فهو كذلك \ (للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا) وذلك أن أحبار اليهود خافوا ذهاب مآكلهم وزوال رياستهم حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم وسلم المدينة فاحتالوا في تعويق اليهود عن الإيمان به فعمدوا إلى صفته في التوراة وكانت صفته فيها حسن الوجه حسن الشعر أكحل العينين ربعة القامة فغيروها وكتبوا مكانها طوال أزرق سبط الشعر فإذا سألهم سفلتهم عن صفته قرؤا ما كتبوه فيجدونه مخالفا لصفته ويكذبونه قال الله تعالى (فويل لهم مما كتبت أيديهم) يعني كتبوه بأنفسهم اختراعا من تغيير نعته صلى الله عليه وسلم (وويل لهم مما يكسبون) من المآكل ويقال من المعاصي 80 (وقالوا) يعني اليهود (لن تمسنا النار) لن تصيبنا النار (إلا أياما معدودة) قدرا مقدرا ثم يزول عنا العذاب واختلفوا في هذه الأيام فقال ابن عباس ومجاهد كانت اليهود يقولون مدة الدنيا سبعة آلاف سنة وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما واحدا ثم ينقطع العذاب بعد سبعة أيام وقال قتادة وعطاء يعنون أربعين يوما التي عبد فيها آباؤهم العجل وقال الحسن وأبو العالية قالت اليهود إن ربنا عتب علينا في أمرنا فأقسم الله ليعذبنا أربعين يوما فلن تمسنا النار إلا أربعين يوما تحلة القسم فقال الله عز وجل تكذيبا لهم (قل) يا محمد (أتخذتم عند الله) ألف استفهام دخلت على ألف الوصل (عهدا) موثقا أن لا يعذبكم إلا هذه المدة (فلن يخلف الله عهده) وعده قال ابن مسعود عهدا بالتوحيد يدل عليه قوله تعالى (إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) يعني قوله لا إله إلا الله (أم تقولون على الله مالا تعلمون) ثم قال 81 (بلى) وبلى وبل حرفا استدراك ومعناهما نفي الخبر الماضي واثبات الخبر المستقبل (من كسب سيئة) يعني الشرك (وأحاطت به خطيئته) قرأ أهل المدينة (خطيئاته) بالجمع والإحاطة الإحداق بالشيء ومن جميع نواحيه قال ابن عباس وعطاء والضحاك وأبو العالية والربيع وجماعة هي الشرك يموت عليه وقيل السيئة الكبيرة والإحاطة به أن يصر عليها فيموت غير تائب قاله عكرمة والربيع بن خيثم قال الواحدي رحمه الله في تفسيره الوسيط المؤمنون لا يدخلوه في حكم
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»