تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٨٨
سورة البقرة 77 79 وقيل إنهم أخبروا المؤمنين بما عذبهم الله به على الجنايات فقال بعضهم لبعض أتحدثونهم بما أنزل الله عليكم من العذاب ليحاجوكم به عند ربكم ليروا الكرامة لأنفسهم عليكم عند الله وقال مجاهد هو قول يهود قريظة قال بعضهم لبعض حين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم يا إخوان القردة والخنازير فقالوا من أخبر محمدا بهذا ما خرج هذا إلا منكم (أفلا تعقلون) 77 قوله عز وجل (أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون) يخفون (وما يعلنون) يبدون يعني اليهود 78 وقوله تعالى (ومنهم أميون) أي من اليهود أميون لا يحسنون القراءة والكتابة جمع أمي منسوب إلى الأم كأنه باق على ما انفصل من الأم لم يعلم كتابة ولا قراءة وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال \ إنا أمة أمية \ أي لا نكتب ولا نحسب وقيل هو منسوب إلى أم القرى وهي مكة (لا يعلمون الكتاب إلا أماني) قرأ أبو جعفر (أماني) بتخفيف الياء كل القرآن حذف إحدى الياءين تخفيفا وقراءة العامة بالتشديد وهو جمع أمنية وهي التلاوة وقال الله تعالى (إلا إذا تمنى القى الشيطان في أمنيته) أي في قراءته قال أبو عبيدة إلا تلاوة وقراءة عن ظهر القلب لا يقرؤنه من كتاب وقيل يعلمونه حفظا وقراءة لا يعرفون معناه قال ابن عباس يعني غير عارفين بمعاني الكتاب وقال مجاهد وقتادة إلا كذبا وباطلا قال الفراء إلا أماني الأحاديث المفتعلة قال عثمان رضي الله عنه ما تمنيت منذ أسلمت أي ما كذبت وأراد بها الأشياء التي كتبها علماؤهم من عند أنفسهم ثم أضافوها إلى الله من تغيير نعت النبي صلى الله عليه وسلم وغيره وقال الحسن وأبو العالية هي من التمني وهي أمانيهم الباطلة التي يتمنونها على الله عز وجل مثل قولهم (لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) وقولهم (لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) وقولهم (نحن أبناء الله وأحباؤه) فعلى هذا لا يكون بمعنى لكن أي لا يعلمون الكتاب لكن يتمنون أشياء لا تحصل لهم (وإن هم) وما هم (إلا يظنون) يعني وما يظنون إلا ظنا وتوهما لا يقينا قاله قتادة والربيع وقال مجاهد يكذبون 79 قوله عز وجل (فويل) قال الزجاج ويل كلمة تقولها العرب لكل واقع في هلكة وقيل هو دعاء الكفار على أنفسهم بالويل والثبور وقال ابن عباس شدة العذاب وقال سعيد بن المسيب ويل واد في جهنم
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»