تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٨٣
سورة النساء 124 رضي الله عنهما لما نزلت هذه الآية شقت على المسلمين وقالوا يا رسول الله وأينا لم يعمل سوءا غيرك فكيف الجزاء قال \ منه ما يكون في الدينا فمن يعمل حسنة فله عشر حسنات ومن جوزي بالسيئة نقصت واحدة من عشر وبقيت له تسع حسنات فويل لمن غلبت آحاده أعشاره وأما من يكون جزاؤه في الآخرة فليقابل بين حسناته وسيئاته فيلقى مكان كل سيئة حسنة وينظر في الفضل فيعطي الجزاء في الجنة فيؤتي كل ذي فضل فضله \ أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ثنا أبو بكر محمد بن أحمد العدوسي ثنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه ببغداد ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان والحرث بن محمد قالا ثنا روح هو ابن عبادة ثنا موسى بن عبيدة أخبرني مولى بن سباع قال سمعت عبد الله بن عمر يحدث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه هذه الآية (من يعمل سوءا يجز به) (ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ يا أبا بكر ألا أقرئك أية أنزلت علي قال قلت بلى قال فأقرئنيها قال ولا أعلم إلا أني وجدت انقصاما في ظهري حتى تمطيت لها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك يا أبا بكر فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي وأينا لم يعمل سوءا إنا لمجزيون بكل سوء عملناه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت يا أبا بكر وأصحابك المؤمنون فتجزون بذلك في الدنيا حتى تلقوا الله وليست لكم ذنوب وأما الآخرون فيجمع ذلك لهم حتى يجزوا يوم القيامة \ 124 قوله تعالى (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) أي مقدار النقير وهو النقرة التي تكون في ظهر النواة قرأ ابن كثير وأبو جعفر وأهل البصرة
(٤٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 488 ... » »»