تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٧٩
سورة النساء 111 114 111 (ومن يكسب إثما) يعني يمين طعمة بالباطل أي ما سرقته إنما سرقه اليهود (فإنما يكسبه على نفسه) فإنما يضر به نفسه (وكان الله عليما) بسارق الدرع (حكيما) حكم بالقطع على السارق 112 (ومن يكسب خطيئة) أي سرقة الدرع (أو إثما) بيمينه الكاذبة (ثم يرم به) أي يقذف بما جنى (بريئا) منه وهو نسبة السرقة إلى اليهود (فقد احتمل بهتانا) البهتان هو البهت وهو الكذب الذي يتحير في عظمه (وإثما مبينا) أي ذنبا بينا وقوله (ثم يرم به) ولم يقل بهما بعد ذكر الخطيئة والإثم رد الكناية إلى الإثم أو جعل الخطيئة والإثم كالشئ الواحد 113 قوله تعالى (ولولا فضل الله عليك ورحمته) يقول للنبي صلى الله عليه وسلم (لهمت) لقد همت أي أضمرت (طائفة منهم) يعني قوم طعمة (أن يضلوك) يخطئوك في الحكم ويلبسوا عليك الأمر حتى تدافع عن طعمة (وما يضلون إلا أنفسهم) يعني يرجع وباله عليها (وما يضرونك من شيء) يريد أن ضرره يرجع إليهم (وأنزل الله عليك الكتاب) يعني القرآن (والحكمة) يعني القضاء بالوحي (وعلمك مالم تكن تعلم) من الأحكام وقيل من علم الغيب (وكان فضل الله عليك عظيما) 114 قوله تعالى (لا خير في كثير من نجواهم) يعني قوم طعمة وقال مجاهد الآية عامة في حق جميع الناس والنجوى هي الإسرار في التدبير وقيل النجوى ما يتفرد بتدبيره قوم سرا كان أو جهرا فمعنى الآية لا خير في كثير مما يدبرونه بينهم (إلا من أمر بصدقة) أي إلا في نجوى من أمر بصدقة فالنجوى يكون متصلا قيل النجوى هاهنا الرجال المتناجون كما قال الله تعالى (وإذ هم نجوى إلا من أمر بصدقة) وقيل هذا استثناء منقطع يعني لكن من أمر بصدقة أي حث عليها (أو معروف) أي بطاعة الله وما يعرفه الشرع وأعمال البر كلها معروف لأن العقول
(٤٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 ... » »»