سورة النساء 125 وأبو بكر (يدخلون) بضم الياء وفتح الخاء ههنا وفي سورة مريم وحم المؤمن زاد أبو عمر (يدخلونها) في سورة فاطر وقرأ الآخرون بفتح الياء وضم الخاء روى الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال لما نزلت (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به) قال أهل الكتاب نحن وأنتم سواء فنزلت هذه الآية (ومن يعمل من الصالحات) الآية ونزلت أيضا 125 (ومن أحسن دينا) أحكم دينا (ممن أسلم وجهه لله) أي أخلص عمله لله وقيل فوض أمره إلى الله (وهو محسن) أي موحد (واتبع ملة إبراهيم) يعني دين إبراهيم عليه السلام (حنيفا) أي مسلما مخلصا قال ابن عباس رضي الله عنهما ومن دين إبراهيم الصلاة إلى الكعبة والطواف بها ومناسك الحج وإنما خص بها إبراهيم لأنه كان مقبولا عند الأمم أجمع وقيل لأنه بعث على ملة إبراهيم وزيدت له أشياء (واتخذ الله إبراهيم خليلا) صفيا والخلة صفاء المودة وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما كان إبراهيم عليه السلام أبا الضيفان وكان منزله على ظهر الطريق يضيف من مر به من الناس فأصاب الناس سنة فحشروا إلى باب إبراهيم عليه السلام السلام يطلبون الطعام وكانت الميرة كل سنة من صديق له بمصر فبعث غلمانه بالإبل إلى الخليل الذي بمصر فقال خليله لغلمانه لو كان إبراهيم عليه السلام إنما يريده لنفسه لاحتمالنا ذلك له فقد دخل علينا ما دخل على الناس من الشدة فرجع رسل إبراهيم عليه السلام فمروا ببطحاء سهلة فقالوا فيما بينهم لو أنا حملنا من هذه البطحاء ليرى الناس أنا قد جئنا بميرة فإنا نستحي أن نمر بهم وإبلنا فارغة فملؤوا تلك الغرائر سهلة ثم أتوا إبراهيم فأعلموه وسارة نائمة فاهتم إبراهيم لمكان الناس ببابه فغلبته عيناه فنام واستيقظت سارة وقد ارتفع النهار فقالت سبحان الله ما جاء الغلمان قالوا بلى قالت فما جاؤوا بشيء قالوا بلى فقامت إلى الغرائر ففتحتها فإذا هي ملأى بأجود دقيق حوار يكون فأمرت الخبازين فخبزوا وأطعموا الناس فاستيقظ إبراهيم فوجد ريح الطعام فقال يا سارة من أين هذا قالت من عند خليلك المصري فقال هذا من عند خليلي الله قال فيومئذ اتخذ الله إبراهيم خليلا قال الزجاج معنى الخليل الذي ليس في محبته خلل والخلة الصداقة فسمي خليلا لأن الله أحبه واصطفاه وقيل هو من الخلة وهي الحاجة سمي خليلا أي فقيرا إلى الله لأنه لم يجعل فقره وفاقته إلا إلى الله عز وجل والأول أصح لأن قوله (واتخذ الله إبراهيم خليلا) يقتضي الخلة من الجانبين ولا يتصور الحاجة من الجانبين ثنا أبو المظفر بن أحمد التيمي ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم ثنا خيثمة بن سليمان بن حيضرة الأطرابلسي ثنا أبو قلابة الرقاشي ثنا بشر بن عمر ثنا شعبة
(٤٨٤)