تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٨٧
سورة النساء 129 130 الشح) يريد شح كل واحد من الزوجين بنصيبه من الآخر والشح أقبح البخل وحقيقته الحرض على منع الخير (وإن تحسنوا) أي تصلحوا (وتتقوا) الجور وقيل هذا خطاب مع الأزواج أي وإن تحسنوا بالإقامة معها على الكراهة وتتقوا ظلمها (فإن الله كان بما تعملون خبيرا) فيجزيكم بأعمالكم 129 قوله تعالى (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء) أي لن تقدروا أن تسووا بين النساء في الحب وميل القلب (ولو حرصتم) على العدل (فلا تميلوا) أي إلى التي تحبونها (كل الميل) في القسم والنفقة أي لا تتبعوا أهواءكم أفعالكم (فتذروها كالمعلقة) أي فتدعوا الأخرى كالمعلقة لا أيما ولا ذات بعل وقال قتادة كالمحبوسة وفي قراءة أبي بن كعب كأنها محبوسة وروي عن أبي قلابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين نسائه فيعدل ويقول \ اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك \ ورواه بعضهم عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة رضي الله عنها متصلا وروي عن أبي هريرة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل \ (وإن تصلحوا وتتقوا) الجور (فإن الله كان غفورا رحيما) 130 (وإن يتفرقا) يعني الزوج والمرأة بالطلاق (يغني الله كلا من سعته) من رزقه يعني المرأة بزوج آخر والزوج بامرأة أخرى (وكان الله واسعا حكيما) واسع الفضل والرحمة حكيما فيما أمر به ونهى عنه وجملة حكم الآية أن الرجل إذا كانت تحته امرأتان أو أكثر فإنه يجب عليه التسوية بينهن في القسم فإن ترك التسوية بينهن في فعل القسم عصى الله تعالى وعليه القضاء للمظلومة والتسوية شرط في البينونة أما في الجماع فلا لأنه يدور على النشاط وليس ذلك إليه ولو كانت في نكاحه حرة وأمة فإنه يبيت عند الحرة ليلتين وعند الأمة ليلة واحدة وإذا تزوج جديدة على قديمات عنده يخص الجديدة بأن يبيت عندها سبع ليال على التوال إن كانت بكرا وإن كانت ثيبا فثلاث ليال ثم يسوي بعد ذلك بين الكل ولا يجب قضاء هذه الليالي للقديمات أخبرنا عبد الواحد المليحي ثنا أحمد بن عبد الله النعيمي
(٤٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»