تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٩٤
سورة النساء 149 151 منهما حتى يعتدي المظلوم \ وقال مجاهد هذا في الضيف إذا نزل بقوم فلم يقروه ولم يحسنوا ضيافته فله أن يشكو ويذكر ما صنع به أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل أنا قتيبة بن سعيد أنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر أنه قال قلنا يا رسول الله إنك تبعثنا فننزل بقوم فلا يقرونا فما ترى فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم \ وقرأ الضحاك بن مزاحم وزيد بن أسلم (إلا من ظلم) بفتح الظاء واللام معناه لكن الظالم أجهروا له بالسوء من القول وقيل معناه لا يحب الله الجهر بالسوء من القول لكن يجهره من ظلم والقراءة الأولى هي المعروفة (وكان الله سميعا) لدعاء المظلوم (عليما) بعقاب الظالم 149 قوله تعالى (إن تبدوا خيرا) يعني حسنة فيعمل بها كتبت له عشرا وإن هم بها ولم يعملها كتبت له حسنة واحدة وهو قوله (أو تخفوه) وقيل المراد من الخير المال يريد إن تبدوا صدقة تعطونها جهرا أو تخفوها فتعطوها سرا (أو تعفوا عن سوء) أي عن مظلمة (فإن الله كان عفوا قديرا) فهو أولى بالتجاوز عنكم يوم القيامة 150 قوله عز وجل (إن الذين يكفرون بالله ورسله) الآية نزلت في اليهود وذلك أنهم آمنوا بموسى عليه السلام والتوراة وعزير وكفروا بعيسى والإنجيل وبمحمد والقرآن (ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا) أي دينا بين اليهودية والإسلام ومذهبا يذهبون إليه 151 (أولئك هم الكافرون حقا) حقق كفرهم ليعلم أن الكفر ببعضهم كالكفر بجميعهم (وأعتدن اللكافر عذابا مهينا)
(٤٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 499 ... » »»