تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٧٨
سورة النساء 107 110 107 (ولا تجادل) لا تخاصم (عن الذين يختانون أنفسهم) أي يظلمون أنفسهم بالخيانة والسرقة (إن الله لا يحب من كان خوانا) خائنا (أثيما) بسرقة الدرع أثيما في رميه اليهودي قيل إنه خطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره كقوله تعالى (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك) والاستغفار في حق الأنبياء بعد النبوة على أحد الوجوه الثلاثة إما لذنب تقدم على النبوة أو لذنوب أمته وقرابته أو لمباح جاء الشرع بتحريمه فيتركه بالاستغفار فالاستغفار يكون معناه السمع والطاعة لحكم الشرع 108 (يستخفون من الناس) أي يستترون ويستحيون من الناس يريد بني ظفر بن الحارث (ولا يستخفون من الله) أي لا يستترون ولا يستحيون من الله (وهو معهم إذ يبيتون) يتقولون ويؤلفون والتبيين تدبير الفعل ليلا (مالا يرضى من القول) وذلك أن قوم طعمة قالوا فيما بينهم نرفع الأمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يسمع قوله ويمينه لأنه مسلم ولا يسمع من اليهودي فإنه كافر فلم يرض الله ذلك منهم (وكان الله بما يعملون محيطا) قم يقول لقوم طعمة 109 (ها أنتم هؤلاء) أي يا هؤلاء (جادلتم) أي خاصمتم (عنهم) يعني عن طعمة وفي قراءة أبي بن كعب عنه (في الحياة الدنيا) والجدال شدة المخاصمة من الجدل وهو شدة القتل فهو يريد قتل الخصم عن مذهبه بطريق الحجاج وقيل الجدال من الجدالة وهي الأرض فكان كل واحد من الخصمين يروم قهر صاحبه وصرعه على الجدالة (فمن يجادل الله عنهم) يعني عن طعمة (يوم القيامة) إذا أخذه الله بعذابه (أم من يكون عليهم وكيلا) كفيلا أي من الذي يذب عنهم ويتولى أمرهم يوم القيامة ثم استأنف فقال 110 (ومن يعمل سوءا) يعني السرقة (أو يظلم نفسه) برميه البريء وقيل ومن يعمل سوءا أي شركا أو يظلم نفسه يعني إثما دون الشرك (ثم يستغفر الله) أي يتب إليه ويستغفره (يجد الله غفورا رحيما) يعرض التوبة على طعمة في هذه الآية
(٤٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 473 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 ... » »»