تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٨٢
سورة النساء 120 123 ومجاهد وقتادة وسعيد بن المسيب والضحاك يعني دين الله نظيره قوله تعالى (لا تبديل لخلق الله) أي لدين الله يريد وضع الله في الدين بتحليل الحرام وتحريم الحلال وقال عكرمة وجماعة من المفسرين فليغيرن خلق الله بالخصاء والوشم وقطع الآذان حتى حرم بعضهم الخصاء وجوزه بعضهم في البهائم لأن فيه غرضا ظاهرا وقيل تغيير خلق الله هو أن الله تعالى خلق الأنعام للركوب والأكل فحرموها وخلق الشمس والقمر والأحجار لمنفعة العباد فعبدوها من دون الله (ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله) أي ربا يطيعه (فقد خسر خسرانا مبينا) 120 (يعدهم ويمنيهم) فوعده وتمنيته ما يوقعه في قلب الإنسان من طول العمر ونيل الدنيا وقد يكون بالتخويف بالفقر فيمنعه من الإنفاق وصلة الرحم كما قال الله تعالى (الشيطان يعدكم الفقر) ويمنيهم بأن لا بعث ولا جنة ولا نار (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) أي باطلا 121 (أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا) أي مفرا ومعدلا عنها 122 قوله تعالى (والذين آمنوا وعلموا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار) أي من تحت الغرف والمساكن (خالدين فيها أبدا وعد الله حقا ومن أصدق من الله قيلا) 123 قوله تعالى (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب) الآية قال مسروق وقتادة والضحاك أراد ليس أمانيكم أيها المسلمون ولا أماني أهل الكتاب يعني اليهود والنصارى وذلك أنهم افتخروا فقال أهل الكتاب نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم فنحن أولى بالله منكم وقال المسلمون نبينا خاتم الأنبياء وكتابنا يقضي على الكتب وقد آمنا بكتابكم ولم تؤمنوا بكتابنا فنحن أولى وقال مجاهد أراد بقوله (ليس بأمانيكم) يا مشركي أهل الكتاب وذلك أنهم قالوا لا بعث ولا حاب وقال أهل الكتاب (لن تمسنا النار إلا أياما معدودة) (ولن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) فأنزل الله تعالى (ليس بأمانيكم) أي ليس الأمر بالأماني وإنما الأمر بالعمل الصالح (من يعمل سوءا يجز به) قال ابن عباس وسعيد بن جبير وجماعة الآية عامة في حق كل عامل وقال الكبي عن أبي صالح عن ابن عباس
(٤٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 487 ... » »»