تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٨٠
سورة النساء 115 116 تعرفها (أو إصلاح بين الناس) أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو بكر بن أحمد الحسن الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي أنا محمد بن حماد أنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم هو ابن أبي الجعد عن أم الدرداء رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصدقة والصلاة \ قال قلنا بلى قال \ إصلاح ذات البين وإن إفساد ذات البين هي الحالقة \ أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار أنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أمه أم مكتوم بنت عقبة وكانت من المهاجرات الأول قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ ليس الكذاب من أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا \ قوله تعالى (ومن يفعل ذلك) أي هذه الأشياء التي ذكرها (ابتغاء مرضاة الله) أي طلب رضاه (فسوف نؤتيه) في الآخرة (أجرا عظيما) قرأ أبو عمرو وحمزة (يؤتيه) بالياء يعني يؤتيه الله وقرأ الآخرون بالنون 115 قوله تعالى (ومن يشاقق الرسول) نزلت في طعمة بن أبيرق وذلك أنه لما ظهرت عليه السرقة خاف على نفسه من قطع اليد والفضيحة فهرب إلى مكة وارتد عن الدين فقال تعالى (ومن يشاقق الرسول) أي يخالفه (من بعد ما تبين له الهدى) من التوحيد والحدود (ويتبع غير سبيل المؤمنين) أي غير طريق المؤمنين (نوله ما تولى) أي نكله في الآخرة إلى ما تولى في الدنيا (ونصله جهنم وساءت مصيرا) روي أن طعمة بن أبيرق نزل على رجل من بني سليم من أهل مكة يقال له الحجاج بن علاط فنقب بيته فسقط عليه حجر فلم يستطع أن يدخل ولا أن يخرج حتى أصبح فأخذ ليقتل فقال بعضهم دعوه فإنه قد لجأ إليكم فتركوه فأخرجوه من مكة فخرج مع تجار من قضاعة نحو الشام فنزلوا منزلا فسرق بعض متاعهم وهرب فطلبوه وأخذوه ورموه بالحجارة حتى قتلوه فصار قبره تلك الحجارة وقيل إنه ركب سفينة إلى جدة فسرق فيها كيسا فيه دنانير فأخذه فألقي في البحر وقيل إنه نزل في حرة بني سليم وكان يعبد صنما إلى أن مات فأنزل الله تعالى فيه 116 (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا) أي ذهب عن الطريق وحرم الخير كله وقال الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما إن هذه الآية نزلت في شيخ من الأعراب جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله إني شيخ منهمك في الذنوب إلا أني لم أشرك
(٤٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 ... » »»