تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٨٥
سورة النساء 126 127 عن أبي إسحق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي ولقد اتخذ الله صاحبكم خليلا \ 126 قوله عز وجل (ولله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله بكل شيء محيطا) أي أحاط علمه بجميع الأشياء 127 قوله تعالى (ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن) الآية قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما نزلت هذه الآية في بنات أم كحة وميراثهن عن أبيهن وقد مضت القصة في أول السورة وقالت عائشة رضي الله عنها هي اليتيمة تكون في حجر الرجل وهو وليها فيرغب في نكاحها إذا كانت ذات جمال ومال بأقل من سنة صداقها وإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركها وفي رواية هي اليتيمة تكون في حجر الرجل قد شركته في ماله فيرغب أن يتزوجها لدمامتها ويكره أن يزوجها غيره فيدخل عليه في ماله فيحبسها حتى تموت فيرثها فنهاهم الله عن ذلك قوله عز وجل (يستفتونك) أي يستخبرونك في النساء (قل الله يفتيكم فيهن) (وما يتلى عليكم في الكتاب) قيل معناه ويفتيكم في ما يتلى عليكم وقيل يريد الله أن يفتيكم فين وكتابه يفتيكم فيهن وهو قوله عز وجل (وآتوا اليتامى أموالهم) قوله (في يتامى النساء) هذا إضافة الشيء إلى نفسه لأنه أراد باليتامى النساء (اللاتي لا تؤتونهن) أي لا تعطونهن (ما كتب لهن) من صداقهن (وترغبون أن تنكحوهن) أي في نكاحهن لمالهن وجمالهن بأقل من صداقهن وقال الحسن وجماعة أراد أن تؤتونهن حقهن من الميراث لأنهم كانوا لا يرثون النساء وترغبون أن تنكحوهن أي عن نكاحهنلدمامتهن (والمستضعفين من الولدان) يريد ويفتيكم في المستضعفين من الولدان وهم الصغار أن تعطوهم حقوقهم لأنهم كانوا لا يورثون الصغار يريد ما يتلى عليكم في باب اليتامى من قوله (وآتوا اليتامى أموالهم) يعني بإعطاء حقوق الصغار (وأن تقوموا لليتامى بالقسط) أي ويفتيكم في أن تقوموا لليتامى بالقسط بالعدل في مهورهن ومواريثهن (وما تفعلوا من خير فإن الله كان به علما) يجازيكم عليه
(٤٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 480 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 ... » »»