سورة النساء 105 106 في ابتغاء القوم) أي تضعفوا في ابتغاء القوم في طلب القوم أبي سفيان وأصحابه (إن تكونوا تألمون) تتوجعون من الجراح (فإنهم يألمون) أي يتوجعون يعني الكفار (كما تألمون وترجون من الله مالا يرجون) أي وأنتم مع ذلك تأملون من الأجر والثواب في الآخرة والنصر في الدنيا مالا يرجون وقال بعض المفسرين المراد بالرجاء الخوف لأن كل راج خائف أن لا يدركه مأموله ومعنى الآية ترجون من الله أي وتخافون من الله أي تخافون من عذاب الله مالا يخافون قال الفراء رحمه الله ولا يكون الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجد كقوله تعالى (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) أي لا يخافونه وقال تعالى (مالكم لا ترجون لله وقارا) أي لا تخافون لله عظمته ولا يجوز رجوتك بمعنى خفتك ولا خفتك وأت تريد رجوتك (وكان الله عليما حكيما) 105 قوله تعالى (إنا إنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله) الآية روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار يقال له طعمة بن أبيرق من بني ظفر بن الحارث سرق درعا من جار له يقال له قتادة بن النعمان وكانت الدرع في جراب له فيه دقيق فجعل الدقيق ينتثر من خرق في الجراب حتى انتهى إلى الدار ثم خبأها عند رجل من اليهود يقال له زيد بن السمين فالتمست الدرع عند طعمة فحلف بالله ما أخذها وما له بها من علم فقال أصحاب الدرع لقد رأينا أثر الدقيق حتى دخل داره فلما حلف تركوه واتبعوا أثر الدقيق إلى منزل اليهودي فأخذوه منه فقال اليهودي دفعها إلي طعمة بن أبيرق فجاء بنو ظفر وهم قوم طعمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعاقب اليهودي ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما في رواية أخرى أن طعمة سرق الدرع في جراب فيه نخالة فخرق الجراب حتى كان يتناثر منه النخالة طول الطريق فجاء به إلى دار زيد السمين وتركه على بابه وحمل الدرع إلى بيته فلما أصبح صاحب الدرع جاء على أثر النخالة إلى دار زيد السمين فأخذه وحمله إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع يد زيد اليهودي وقال مقاتل إن زيدا السمين أودع درعا عند طعمة فجحدها طعمة فأنزل الله تعالى هذه الآية فقال (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق) بالأمر والنهي والفصل (لتحكم بين الناس بما أراك الله) بما علمك الله وأوحى إليك (ولا تكن للخائنين) طعمة (خصيما) معينا مدافعا عنه 106 (واستغفر الله) مما هممت به من معاقبة اليهودي وقال مقاتل واستغفر الله من جدالك عن طعمة (إن الله كان غفورا رحيما)
(٤٧٧)