تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٩٣
سورة النساء 145 148 145 (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) قرأ أهل الكوفة (في الدرك) بسكون الراء والباقون بفتحها وهما لغتان كالظعن والظعن والنهر والنهر قال ابن مسعود رضي الله عنه (في الدرك الأسفل) في توابيت من حديد مقفلة في النار وقال أبو هريرة بيت مقفل عليهم تتوقد فيه النار من فوقهم ومن تحتهم (ولن تجد لهم نصيرا) مانعا من العذاب 146 (إلا الذين تابوا) من النفاق وآمنوا (وأصلحوا) عملهم (واعتصموا بالله) وثقوا بالله (وأخلصوا دينهم لله) أراد الإخلاص بالقلب لأن النفاق كفر القلب فزواله يكون بإخلاص القلب (فأولئك مع المؤمنين) قال الفراء من المؤمنين (وسوف يؤت الله المؤمنين) في الآخرة (أجرا عظيما) يعني الجنة وحذفت الياء (من يؤت) في الخط لسقوطها في اللفظ وسقوطها في اللفظ لسكون اللام في (الله) 147 قوله تعالى (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم) أي إن شكرتم نعماءه (وآمنتم) به فيه تقديم وتأخير تقديره إن آمنتم وشكرتم لأن الشكر لا ينفع مع عدم الإيمان وهذا استفهام بمعنى التقرير معناه إنه لا يعذب المؤمن الشاكر فإن تعذيبه عباده لا يزيد في ملكه وتركه عقوبتهم على فعلهم لا ينقص من سلطانه والشكر ضد الكفر والكفر ستر النعمة والشكر إظهارها (وكان الله شاكرا عليما) فالشكر من الله تعالى هو الرضا بالقليل من عباده وإضعاف الثواب عليه والشكر من العبد الطاعة ومن الله الثواب 148 قوله (لا يحب الله الجهر السوء من القول إلا من ظلم) يعني لا يحب الله الجهر بالقبح من القول إلا من ظلم فيجوز للمظلوم أن يخبر عن الظالم وأن يدعو عليه قال الله تعالى (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) قال الحسن دعاؤه عليه أن يقول اللهم أعني عليه اللهم استخرج حقي منه وقيل إن شئتم جاز أن يشتم بمثله لا يزيد عليه أخبرنا أبو عبد الله الحرقي أنا أبو الحسن الطيسفوني أنا عبد الله بن عمر الجوهري أنا أحمد بن علي الكشمهيني أنا علي بن حجر أنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ المسبتان ما قالا فعلى البادئ
(٤٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 497 498 ... » »»