تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٦٨
سورة النساء 96 أنا يزيد بن هارون أخبرنا حميد الطويل عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة تبوك فدنا من المدينة فقال \ إن في المدينة لأقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم من واد إلا كانوا معكم فيه \ قالوا يا رسول الله وهم بالمدينة قال \ نعم وهم بالمدينة حبسهم العذر \ وروى القاسم عن ابن عباس قال (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) عن بدر والخارجون إلى بدر قوله تعالى (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة) أي فضيلة وقيل أراد بالقاعد ها هنا أولي الضرر فضل الله المجاهدين عليهم درجة لأن المجاهد باشر الجهاد مع النية وأولي الضرر كانت لهم نية ولكنهم لم يباشروا فنزلوا عنهم بدرجة (وكلا وعد الله الحسنة) يعني الجنة بإيمانهم وقال مقاتل يعني المجاهد والقاعد المعذور (وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) يعني على القاعدين من غير عذر 96 (درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفورا رحيما) قال ابن محيريز في الآية هي سبعون درجة ما بين كل درجتين عدو الفرس الجواد المضمر وسبعون خريفا وقيل الدرجات هي الإسلام والجهاد والهجرة والشهادة فاز بها المجاهدون أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الجويني أنا أبو محمد محمد بن علي بن محمد شريك الشافعي أنا عبد الله بن مسلم أبو بكر الجورندي أنا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب حدثني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الجبلي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ يا أبا سعيد من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة \ قال فعجب لها أبو سعيد فقال أعدها علي يا رسول الله فأعادها عليه ثم قال \ وأخرى يرفع الله بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض \ قال وما هي يا رسول الله قال \ الجهاد في سبيل الله ثلاثا \ أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي أنا أبو القاسم إيراهيم بن محمد بن علي التياه أنا أبي أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن صالح المطرز أنا محمد بن يحيى أنا شريح بن النعمان أنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة جاهد في سبيل الله أو جلس في أرضه التي ولد فيها \ قالوا يا رسول الله أفلا ننذر الناس بذلك قال \ إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوق عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة \ واعلم أن الجهاد في الجملة فرض غير أنه ينقسم إلى فرض العين وفرض الكفاية ففرض العين أن يدخل الكفار دار قوم من المؤمنين فيجب على كل مكلف من الرجال ممن لا عذر له من أهل تلك البلدة الخروج إلى عدوهم حرا كان أو عبدا أو غنيا كان أو فقيرا دفعا عن أنفسهم وعن جيرانهم وهو في حق من بعد منهم من المسلمين
(٤٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 463 464 465 466 467 468 469 470 471 472 473 ... » »»