تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٦٤
سورة النساء 93 وأحمد رحمهما الله والدية في العمد المحض وشبه العمد مغلظة بالسن فيجب ثلاثون حقة وثلاثون جذعة وأربعون خلفة في بطونها أولادها وهو قول عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضي الله عنهما وبه قال عطاء وإليه ذهب الشافعي رضي الله عنه لما أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي رضي الله عنه أنا ابن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان عن القاسم بن ربيعة عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ ألا إن في قتل العمد الخطأ بالسوط والعصا مائة من الإبل مغلظة منها أربعون خلفة في بطونها أولادها \ وذهب قوم إلى أن الدية المغلظة أرباع خمس وعشرون بنت مخاض وخمس وعشرون بنت لبون وخمس وعشرون حقة وخمس وعشرون جذعة وهو قول الزهري وربيعة وبه قال مالك وأحمد وأصحاب الرأي وأما دية الخطأ فمخففة وهي أخماس بالاتفاق غير أنهم اختلفوا في تقسيمها فذهب قوم إلى أنها عشرون بنت مخاض وعشرون بنت لبون وعشرون ابن لبون وعشرون حقة وعشرون جذعة وهو قول عمر بن عبد العزيز وسليمان بن يسار والزهري وربيعة وبه قال مالك والشافعي رحمهم الله وأبدل قوم بني اللبون ببنات المخاض يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه وبه قال أحمد وأصحاب الرأي ودية الأطراف على هذا التقدير ودية المرأة فيها على النصف من دية الرجل والدية في قتل الخطأ وشبه العمد على العاقلة وهم عصبات القاتل من الذكور ولا يجب على الجاني منها شيء لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوجبها على العاقلة 93 قوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) الآية نزلت في مقيس بن صبابه الكندي وكان قد أسلم هو وأخوه هشام قتيلا في بني النجار فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فأرسل له رسول الله صلى الله عليه وسلم معه رجلا من بني فهر إلى بني النجار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم إن علمتم قاتل هشام بن صبابة أن تدفعوه إلى مقيس فيقتص منه وإن لم تعلموا أن تدفعوا إليه ديته فأبلغهم الفهري ذلك فقالوا سمعا وطاعة لله ولرسوله والله ما نعلم له قاتلا ولكنا نؤدي ديته فأعطوه مائة من الإبل ثم انصرفا راجعين نحو المدينة فيأتي الشيطان مقيسا فوسوس إليه فقال تقبل دية أخيك فتكون عليك مسبة قتل الذي معك فتكون نفس مكان وفضل الدية فتغفل الفهري فرماه بصخرة فقتله ثم ركب بعيرا وساق بقيتها راجعا إلى مكة كافرا فنزل فيه (ومن يقتل مؤمنا متعمدا) (فجزاؤه جهنم خالدا فيها) بكفره وارتداده هو الذي استثناه النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة عمن أمنه فقتل وهو متعلق بأستار الكعبة قوله تعالى (وغضب
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»