سورة النساء 95 قوله تعالى (لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا) يعني تطلبون الغنم والغنيمة و (عرض الحياة الدنيا) منافعها ومتاعها (فعند الله مغانم) أي غنائم (كثيرة) وقيل ثواب كثير لمن اتقى قتل المؤمن (كذلك كنتم من قبل) قال سعيد بن جبير كذلك كنتم تكتمون إيمانكم من المشركين (فمن الله عليكم) بإظهار الإسلام وقال قتادة كنتم ضلالا من قبل فمن الله عليكم بالهداية وقيل معناه كذلك كنتم من قبل تأمنون في قومكم بلا إله إلا الله قبل الهجرة فلا تخيفوا من قالها فمن الله عليكم بالهجرة (فتبينوا) أن تقتلوا مؤمنا (إن الله كان بما تعملون خبيرا) قلت إذا رأى الغزاة في بلد أو قرية شعار الإسلام فعليهم أن يكفوا عنهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا قوما فإن سمع آذانا كف عنهم وإن لم يسمع أغار عليهم أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال أنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا سفيان عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن ابن عصام عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث سرية قال \ إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم أذانا فلا تقتلوا أحدا \ 95 قوله تعالى (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) الآية أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل ثنا عبد العزيز بن عبد الله ثنا إبراهيم بن سعد الزهري حدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنه قال رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى جلست إلى جنبه فأخبرنا زيد بن ثابت رضي الله عنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله) قال فجاء ابن أم مكتوم وهو يمليها علي فقال يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان رجلا أعمى فأنزل الله تعالى عليه وفخذه على فخذي فثقلت علي حتى خفت أن ترض فخذي ثم سرى عنه فأنزل الله (غير أولي الضرر) فهذه الآية في فضل الجهاد والحث عليه فقال (لا يستوي القاعدون من المؤمنين) عن الجهاد (غير أولي الضرر) قرأ أهل المدينة وابن عامر والكسائي بنصب الراء أي إلا أولي الضرر وقرأ الآخرون برفع الراء على نعت (القاعدين) يريد لا يستوي القاعدون الذين هم غير أولي الضرر أي غير أولي الزمانة والضعف في البدن والبصر (والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم) أي ليس المؤمنون القاعدون عن الجهادمن غير عذر والمؤمنون والمجاهدون سواء غير أولي الضرر فإنهم يساوون المجاهدين لأن العذر أقعدهم أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري أنا حاجب بن أحمد الطوسي أنا عبد الرحيم بن منيب
(٤٦٧)