تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٧٠
سورة النساء 99 100 ولا على قوة الخروج منها (ولا يهتدون سبيلا) أي لا يعرفون طريقا إلى الخروج وقال مجاهد لا يعرفون طريق المدينة 99 (فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم) يتجاوز عنهم وعسى من الله واجب لأنه للإطماع والله تعالى إذا أطمع عبدا وصله إليه (وكان الله عفوا غفورا) قال ابن عباس رضي الله عنهما كنت أنا وأمي ممن عذر الله يعني المستضعفين وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو لهؤلاء المستضعفين في الصلاة أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أنا معاذ بن فضالة أنا هشام عن يحيى هو ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يدعوا على أحد قنت بعد الركوع فربما قال سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد في الركعة الآخرة من صلاة العشاء اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج الوليد اللهم أنج سلمة بن هشام الله أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها سنين كسني يوسف يجهر بذلك 100 قوله تعالى (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة) قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما (مراغما) أي متحولا يتحول إليه وقال مجاهد متزحزحا عما يكره وقال أبو عبيدة المراغم المهاجر يقال راغمت قومي وهاجرتهم وهو المضطرب والمذهب قيل سميت المهاجرة مراغمة لأن من يهاجر يراغم قومه وسعة أي في الرزق وقيل سعة من الضلالة إلى الهدى وروي أنه لما نزلت هذه الآية سمعها رجل من بني ليث شيخ كبير مريض يقال له جندع بن ضمرة فقال والله ما أنا ممن استثنى الله عز وجل وإني لأجد حيلة ولي من المال ما يبلغني المدينة وأبعد منها والله لا أبيت الليلة بمكة أخرجوني فخرجوا به يحملونه على سرير حتى أتوا به التنعيم فأدركه الموت فصفق بيمينه على شماله ثم قال اللهم هذه لك وهذه لرسولك أبايعك على ما بايعك عليه رسولك فمات فبلغ خبره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لو وافى المدينة لكان أتم وأوفى أجرا وضحك المشركون وقالوا ما أدرك هذا ما طلب فأنزل الله (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت) أي قبل بلوغه إلى مهاجره (فقد وقع) أي وجب (أجره على الله) بإيجابه على نفسه فضلا منه (وكان الله غفورا رحيما)
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 465 466 467 468 469 470 471 472 473 474 475 ... » »»