تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٨٦
سورة آل عمران 193 195 (ولا تخزون في ضيفي) فإن قيل قد قال الله تعالى (يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه) ومن أهل الإيمان من يدخل النار وقد قال (إنك من تدخل النار فقد أخزيته) فكيف الجمع قيل قال أنس وقتادة معناه إنك من تدخله في النار فقد أخزيته وقال سعيد بن المسيب هذه خاصة لمن لا يخرج منها فقد روى أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم \ إن الله يدخل قوما النار ثم يخرجون منها \ (وما للظالمين من أنصار) 193 (ربنا إننا سمعنا مناديا) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم قاله ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وأكثر الناس وقال القرظي يعني القرآن فليس كل واحد يلقى النبي صلى الله عليه وسلم (ينادي للإيمان) إلى الإيمان (أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار) أي في جملة الأبرار 194 (ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك) أي على ألسنة رسلك (ولا تخزنا) ولا تعذبنا ولا تهلكنا ولا تفضحنا ولا تهنا (يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد) فإن قيل ما وجه قولهم (ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك) وقد علموا أن الله لا يخلف الميعاد قيل لفظه دعاء ومعناه خبر أي لتؤتينا ما وعدتنا على رسلك تقديره (فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا) (ولا تخزنا يوم القيامة) لتؤتينا ما وعدتنا على رسلك من الفضل والرحمة وقيل معناه ربنا واجلعنا ممن يستحقون ثوابك وتؤتيهم ما وعدتهم على ألسنة رسلك لأنهم لا يتيقنوا استحقاقهم لتلك الكرامة فسألوه أن يجعلهم مستحقين لها وقيل إنما سألوه تعجيل ما وعدهم من النصر على الأعداء وقالوا قد علمنا أنك لا تخلف وعدك من النصر ولكن لا صبر لنا على حلمك فعجل خزيهم وانصرنا عليهم 195 قوله تعالى (فاستجاب لهم ربي أني) أي بأني (لا أضيع) لا أحبط (عمل عامل منكم) أيها المؤمنون (من ذكر أو أنثى) قال مجاهد قالت أم سلمة يا رسول الله إني أسمع الله يذكر
(٣٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 381 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 ... » »»