تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٧٥
سورة آل عمران 173 174 الوكيل \ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه حتى وافوا بدرا الصغرى فجعلوا يلقون المشركين ويسألونهم عن قريش فيقولون قد جمعوا لكم يريدون أن يرعبوا المسلمين فيقول المؤمنون حسبنا الله ونعم الوكيل حتى بلغوا بدرا وكانت موضع سوق لهم في الجاهلية يجتمعون إليها في كل عام ثمانية أيام فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر ينتظر أبا سفيان وقد انصرف أبو سفيان م مجنة إلى مكة فلم يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أحدا من المشركين ووافقوا السوق وكانت معهم تجارات ونفقات فباعوا وأصابوا بالدرهم درهمين فانصرفوا إلى المدينة سالمين غانمين فذلك قوله تعالى (الذين استجابوا لله والرسول) أي أجابوا ومحل (الذين) خفض على صفة المؤمنين تقديره إن الله لا يضيع أجر المؤمنين المستجيبين الذين استجابوا لله والرسول (من بعد ما أصابهم القرح) أي نالهم الجرح وتم الكلام ههنا ثم ابتداء فقال (للذين أحسنوا منهم) بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجابته إلى الغزو (واتقوا) معصيته (وأجر عظيم) 173 (الذين قال لهم الناس) ومحل (الذين) خفض أيضا مردود على الذين الأول وأراد بالناس نعيم بن مسعود في قوله مجاهد وعكرمة فهو من العام الذي أريد به الخاص كقوله تعالى (أم يحسدون الناس) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وحده وقال محمد بن إسحاق وجماعة أراد بالناس الركب من عبد القيس (إن الناس قد جمعوا لكم) يعني أبا سفيان وأصحابه (فاخشوهم) فخافوهم واحذروهم فإنه لا طاقة لكم بهم (فزادهم إيمانا) تصديقا ويقينا وقوله (وقالوا حسبنا الله) أي كافينا الله (ونعم الوكيل) أي الموكل إليه الأمور فعيل بمعنى مفعول أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أخبرنا محمد بن يونس أخبرنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (حسبنا الله ونعم الوكيل) كلمة قالها إبراهيم حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قال لهم الناس (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) 174 (فانقلبوا) فانصرفوا ( بنعمة من الله) بعافية لم يلقوا عدوا (وفضل) تجارة وربح وهو ما أصابوا في السوق (لم يمسسهم سوء) لم يصبهم أذى ولا مكروه (واتبعوا رضوان الله) في طاعة الله وطاعة رسوله وذلك أنهم قالوا هل يكون هذا غزو فأعطاهم الله ثواب الغزو ورضي عنهم (والله ذو فضل عظيم)
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»