تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٣٨٩
محمد محمد بن علي بن محمد بن شريك الشافعي أنا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب أخبرني عبد الرحمن بن الحارث أنا أبو عبيدة بن عقبة أنا شرحبيل بن السمط أنا سلمان الخير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان له أجر صيام شهر مقيم ومن مات مرابطا جرى له مثل ذلك الأجر وأجري عليه من الرزق وأمن من الفتان \ وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزوا يرابط فيه ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة ودليل هذا التأويل ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد السرخسي أنا زاهر بن أحمد الفقيه أنا أبو إسحق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي أنا أبو مصعب أنا مالك أخبرنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ ألا أخبركم بما يمحو الله الخطايا ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط \ (واتقوا الله لعلكم تفلحون) قال بعض أرباب اللسان اصبروا على النعماء وصابروا على البأساء والضراء ورابطوا في دار الأعداء واتقوا إله الأرض والسماء لعلكم تفلحون في دار البقاء سورة النساء بسم الله الرحمن الرحيم سورة النساء 1 1 قوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) يعني آدم عليه السلام (وخلق منها زوجها) يعني حواء (وبث منهما) نشر وأظهر (رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به) أي تتساءلون به قرأ أهل الكوفة بتخفيف السين على حذف إحدى التاءين كقوله تعالى (ولا تعاونوا) (والأرحام) قراءة العامة بالنصب أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها وقرأ حمزة بالخفض أي به وبالأرحام كما يقال سألتك بالله والأرحام والقراءة الأولى أفصح لأن العرب لا تكاد تنسق بظاهر على مكنى إلا بعد أن تعيد الخافض فتقول مررت به وبزيد إلا أنه جائز مع قلته (إن الله كان عليكم رقيبا) أي حافظا
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»