سورة آل عمران 187 188 دينا بلغ بك هذا العجب فأسلم حويصة فأنزل الله تعالى في شأن كعب (لتبلون) لتختبرن اللام للتأكيد وفيه معنى القسم والنون لتأكيد القسم (في أموالكم) بالجوائح والعاهات والخسران (وأنفسكم) بالأمرضا وقيل بمصائب الأقارب والعشائر قال عطار هم المهاجرون أخذ المشركون أموالهم ورباعهم وعذبوهم وقال الحسن هو ما فرض عليهم من أموالهم وأنفسهم من الحقوق كالصلاة والصيام والحج والجهاد والزكاة (ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) يعني اليهود والنصارى (ومن الذين أشركوا) يعني مشركي العرب (أذى كثيرا وإن تصبروا) على أذاهم (وتتقوا) الله (فإن ذلك من عزم الأمور) من حق الأمور وخيرها وقال عطاء من حقيقة الإيمان 187 (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) قرأ ابن كثير وأهل البصرة وأبو بكر بالياء فيهما لقوله تعالى (فنبذوه وراء ظهورهم) وقرأ الآخرون بالتاء فيها على إضمار القول (فنبذوه وراء ظهورهم) أي طرحوه وضيعوه وتركوا العمل به (واشتروا به ثمنا قليلا) يعني المآكل والرشا (فبئس ما يشترون) قال قتادة هذا ميثاق أخذه الله تعالى على أهل العلم فمن علم شيئا فليعلمه وإياكم وكتمان العلم فإنه هلكة وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه لولا ما أخذ الله على أهل الكتاب ما حدثتكم بشيء ثم تلا هذه الآية (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) حدثنا أبو الفضل زياد بن محمد الحنفي أخبرنا أبو معاذ الشاه بن عبد الرحمن أخبرنا أبو بكر عمر بن سهل وإسماعيل الدينوري أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى البرني أخبرنا أبو حذيفة موسى بن مسعود أخبرنا إبراهيم بن طهمان عن سماك بن حرب عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ من سئل عن علم علمه وكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار \ وقال الحسن بن عمارة أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث فألفيته على بابه فقلت أورأيت أن تحدثني فقال أما علمت أني قد تركت الحديث فقلت إما أن تحدثني وإما أن أحدثك فقال حدثني فقلت حدثني الحكم بن عيينة عن يحيى بن الخراز قال سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول ما أخذ الله على أهل الجهل أن يتعلموا حتى يأخذ على أهل العلم أن يعلموا قال فحدثني أربعين حديثا 188 (لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا) الآية قرأ عاصم وحمزة والكسائي (لا تحسبن) بالتاء أي لا تحسبن يا محمد الفارجين وقرأ الآخرون بالياء (لا يحسبن) الفارحون في فرحهم منجيا لهم من
(٣٨٣)